المصباح - الكفعمي - الصفحة ٧٠٠
إلى مغفرة من ربكم قبل أن يضرب بالسور بباطن الرحمة وظاهر العذاب فتنادون فلا يسمع نداؤكم وتضجون فلا يحفل بضجيجكم وقبل أن تستغيثوا فلا تغاثوا سارعوا إلى الطاعات قبل فوت الأوقات فكان قد جاءكم هادم اللذات فلا مناص نجاة ولا محيص تخليص عودوا رحمكم الله بعد انقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم والبر بإخوانكم والشكر لله عز وجل على ما منحكم واجتمعوا يجمع الله شملكم وتباروا يصل الله ألفتكم وتهانوا نعمة الله كما هنأكم بالثواب فيه على أضعاف الأعياد قبله وبعده إلا في مثله والبر فيه يثمر المال ويزيد في العمر والتعاطف فيه يقتضي رحمة الله وعطفه فافرحوا وفرحوا إخوانكم باللباس الحسن والرائحة الطيبة والطعام وهيئوا لإخوانكم وعيالكم عن فضله [فضل] بالجود [بالجهد] من موجودكم وبما تناله القدرة من استطاعتكم وأظهروا البشر فيما بينكم والسرور في ملاقاتكم والحمد لله على ما منحكم وعودوا بالمزيد من الخير على أهل التأميل لكم وساووا بكم ضعفاءكم في مأكلكم وما تناله القدرة من استطاعتكم وعلى حسب إمكانكم فالدرهم فيه بمائة ألف درهم والمزيد من الله عز وجل ما لا درك له وصوم هذا اليوم مما ندب الله إليه وجعل الجزاء العظيم كفالة عنه حتى لو تعبد له عبد من العبيد في التشبيه من ابتداء الدنيا إلى انقضائها صائما نهارها قائما ليلها إذا أخلص المخلص في صومه لقصرت إليه أيام الدنيا عن كفاية ومن أسعف أخاه مبتدئا أو بره راغبا وأقرضه فله أجر من صام هذا اليوم وقام ليله ومن فطر مؤمنا في ليلته فكأنما فطر فئاما فئاما يعدها بيده عشرة
(٧٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 695 696 697 698 699 700 701 702 703 704 705 ... » »»