المصباح - الكفعمي - الصفحة ٦٩٨
والمنافق فأعرض معرض وثبت على الحق ثابت وازدادت جهالة المنافق وحمية المارق ووقع العض على النواجذ والغمز على السواعد ونطق ناطق ونعق ناعق ونشق ناشق واستمر على مارقيته مارق ووقع الإذعان من طائفة باللسان دون حقائق الإيمان ومن طائفة باللسان وصدق الإيمان وأكمل الله دينه وأقر عين نبيه صلى الله عليه وآله والمؤمنين والتابعين وقد كان ما شهده بعضكم وبلغ بعضكم وتمت كلمة الله الحسنى على الصابرين ودمر الله ما كان يصنع فرعون وهامان وقارون وجنودهم وما كانوا يعرشون وبقيت حثالة من الضلالة لا يألون الناس خبالا يقصدهم الله في ديارهم ويمحو آثارهم ويبيد معالمهم ويعقبهم عن قرب الحسرات ويلحقهم بمن بسط أكفهم ومد أعناقهم ومكنهم من دين الله حتى بدلوه ومن حكمه حتى غيروه وسيأتي نصر الله على عدوه لحبيبه والله لطيف خبير وفي دون ما سمعتم كفاية وبلاغ فتأملوا رحمكم الله ما ندبكم الله إليه وحثكم عليه واقصدوا شرعه واسلكوا نهجه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله إن هذا يوم عظيم الشأن فيه وقع الفرج ورفعت الدرج ووضحت الحجج وهو يوم الإيضاح والإفصاح والكشف عن المقام الصراح ويوم كمال الدين ويوم العهد المعهود ويوم الشاهد والمشهود ويوم تبيان العقود عن النفاق والجحود ويوم البيان عن حقائق الإيمان ويوم دحر الشيطان ويوم البرهان هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون هذا يوم الملأ الأعلى إذ يختصمون هذا يوم النبأ العظيم الذي أنتم عنه معرضون هذا يوم الإرشاد ويوم محنة العباد
(٦٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 693 694 695 696 697 698 699 700 701 702 703 ... » »»