مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ١٣
قال ابن أبي الحديد: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله: أن برئت الذمة ممن روى شيئا في فضل أبي تراب وأهل بيته.
وكتب إلى عماله في جميع الآفاق: انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته، والذين يروون فضائله ومناقبه، فأدنوا مجالسهم، وقربوهم وأكرموهم، واكتبوا لي بكل ما يروي كل رجل منهم، واسمه واسم أبيه وعشيرته.
ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه، لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات والكساء والحباء والقطائع.
ثم كتب إلى عماله: إن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر، وفي كل وجه وناحية، فإذا جاءكم كتابي هذا، فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين، ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب، إلا وتأتوني بمناقض له في الصحابة (1).
وبعد ذلك أوغل الأمويون - ضمن برنامجهم - بصب أنواع البلاء، وصنوف الفجائع على شيعة أهل البيت وتركوا صورا زاخرة بالمآسي المحزنة، والأحداث الدامية.
وكان أشد الناس بلاء وأكثرهم حينئذ أهل العراق، ولا سيما الكوفة، لكثرة من بها من شيعة الإمام علي (عليه السلام)، فاستعمل معاوية عليهم زياد ابن سمية، وكان يتتبع الشيعة، وهو بهم عارف، لأنه كان منهم أيام الإمام علي (عليه السلام)، فقتلهم تحت كل

1 - انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 11: 44 - 46.
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»