* (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله) * (1) أمثل من أولئك النفر الأشداء، الذين نذروا أنفسهم ومهجهم لله * (يبتغون إلى ربهم الوسيلة) * (2).
فلا السجون تثنيهم عن عزيمتهم.
ولا القتل يهد من إرادتهم.
ولا التعذيب يفل من تصميمهم.
ولا التبعيد يهزهم.
ولا الموت يصدهم.
فهم ماضون في أمرهم، مصممون على نهجهم، في نشر علوم محمد وآل محمد صلوات الله عليهم، وبث عقائدهم، ومعارفهم وآثارهم ومآثرهم.
وقد خلف علماؤنا وأمناؤنا تراثا علميا ضخما، وثروات فكرية كثيرة، وسجلات حضارية باهرة، تراها زاهية لامعة في سماء المعارف والفنون، لم يزدها تمادي القرون والأعصار إلا إشراقا وتألقا وبهجة ونضارة.
وما كتابنا هذا الذي نقدمه الآن، إلا عبقة من عبقات رياضهم، ونفحة من نفحات أزهارهم، وشذرة من جواهر علومهم، إذ احتوى على صفحات منضدة، وموائد مونقة، من معارف متنوعة، وعقائد أصيلة، ومطالب أساسية، ونوادر متفرقة، حقيق بمن يدعي الإسلام أن يتعرف عليها، ويلم بها، ويتأمل فيها، ليستلهم معانيها، ويحكم مبانيها.
وإياك - عزيزي القارئ - أن تتعجلن بالحكم على مطلب أو نص بالضعف أو