مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٢٢٥
" ما من شئ يحتاج إليه ابن آدم إلا وخرجت فيه السنة من الله تعالى، ومن رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولولا ذلك ما احتج الله عز وجل علينا بما احتج " فقال المغيري: وبما احتج؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " بقوله * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) * (1) - حتى تمم الآية - فلو لم يكمل سننه (2) وفرائضه ما احتج به " (3).
[/] علي بن إسماعيل بن عيسى، عن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن عمار بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل * (إن في ذلك لآيات لأولي النهى) * (4) قال: " نحن والله أولوا النهى " قلت: ما معنى اولي النهى؟ قال: " ما أخبر الله عز وجل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بما يكون بعده، من ادعاء أبي فلان الخلافة والقيام بها، والآخر من بعده، والثالث من بعدهما، وبني أمية.
فأخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) فبان ذلك (5) كما أخبر الله عز وجل رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكما أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام)، وكما انتهى إلينا من علم علي (عليه السلام) ما يكون من بعده من الملك في بني أمية وغيرهم.
فنحن أولوا النهى الذي انتهى إلينا علم ذلك كله، ثم الأمر لله عز وجل (6)،

١ - المائدة ٥: ٣.
٢ - في نسخة " ض ": سنته، وكذا المختصر المطبوع والبصائر.
٣ - بصائر الدرجات: ٥١٧ / ٥٠، وعنه في البحار ٢: ١٦٩ / ٣.
٤ - طه ٢٠: 54 و 128.
5 - في البصائر: فإن ذلك، وفي تفسير القمي وتأويل الآيات: وكان ذلك.
6 - في البصائر: فصبرنا لأمر الله عز وجل، بدل: ثم الأمر لله عز وجل.
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»