مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ١٩
التفنيد، أو ترسل القول على عواهنه بجحود أو إعراض أو إنكار! أو تركن في فهم معانيها إلى من لا خبرة لهم فيها، فالأمر ليس بالهين.
فعن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): موت الفجأة تخفيف على المؤمن، وأسف على الكافر، وإن المؤمن ليعرف غاسله وحامله، فإن كان له عند ربه خير، ناشد حملته بتعجيله، وإن كان غير ذلك، ناشدهم أن يقصروا به.
فقال ضمرة بن سمرة: يا علي، إن كان كما تقول، لقفز من السرير.
فضحك وأضحك.
فقال علي بن الحسين (عليه السلام): اللهم إن كان ضمرة بن سمرة، ضحك وأضحك من حديث رسول الله، فخذه أخذ أسف، فعاش بعد ذلك أربعين يوما، ومات فجأة.
فأتى علي بن الحسين (عليه السلام) مولى ضمرة فقال: أصلحك الله، إن ضمرة عاش بعد ذلك الكلام الذي كان بينك وبينه أربعين يوما، ومات فجأة، وإني اقسم بالله لسمعت صوته، وأنا أعرفه كما كنت أعرفه في الدنيا وهو يقول: الويل لضمرة بن سمرة، تخلى منه كل حميم، وحل بدار الجحيم، وبها مبيته والمقيل فقال علي بن الحسين (عليه السلام): الله أكبر، هذا جزاء من ضحك وأضحك من حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
وقال شيخنا الحسن بن سليمان الحلي: إن أحاديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته صلوات الله عليهم تحذو حذو القرآن العزيز، ففيها المحكم والمتشابه، والخاص والعام، والناسخ والمنسوخ، والمجمل والمفصل، إلى غير ذلك، ولا يحل لمؤمن أن يرد الحديث إن صح طريقه أو لم يصح، بما يكون فيه مما لا يستبين معناه ويتضح، كالقرآن العزيز.

١ - مختصر البصائر: ٩١، طبع النجف الأشرف.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 23 24 25 ... » »»