مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٢٠
وقد قال الإمام الصادق (عليه السلام): (وقف عند كل ما اشتبه عليك، فإن الوقوف عند حيرة الضلال أهون من ركوب الأهوال) ومن أعظم الأهوال، رد علم آل محمد عليهم لا إليهم.
وفي الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): أن رجلا قال له: يا بن رسول الله الرجل يعرف بالكذب، يأتينا عنكم بالحديث، وما نعرفه أنرده عليه؟.
قال: يقول لكم إن جعفر بن محمد يقول: إن الليل ليس بليل، والنهار ليس بنهار؟! قال: ما يبلغ إلى هذا.
فقال (عليه السلام): إن قال لك: إن جعفر بن محمد يقول: إن الليل ليس بليل، والنهار ليس بنهار، فلا تكذبه، فإنك إن كذبته إنما كذبت جعفر بن محمد، قال الله سبحانه وتعالى * (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) * (1) وما يعلم السامع ما قصد بالحديث.
وفي الحديث: (بعثنا معاشر الأنبياء، نخاطب الناس على قدر عقولهم).
فمن ثم وجب التسليم وحرم الرد، لتعدد درجات العقل وكثرتها. لكن كل ما خالف الكتاب العزيز، والسنة المتفق عليها لا يجوز الأخذ به، ولا يحل تكذيب راويه، إلا أن يرده إلى إمام معصوم، ويصح النقل عنه بالرد، فيجوز حينئذ (2).
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وآله الطيبين الطاهرين بقلم الفاضل المحقق الشيخ محمد الكاظمي

١ - الإسراء ١٧: ٨٥.
٢ - مختصر البصائر: ١٥٤. طبع النجف الأشرف.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 23 24 25 26 ... » »»