فإنما يبايع الله. يد الله فوق أيديكم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، فبايعوا الله وبايعوني وبايعوا عليا والحسن والحسين والأئمة منهم في الدنيا والآخرة بكلمة باقية.
معاشر الناس، لقنوا ما لقنتكم وقولوا ما قلته، وسلموا على أميركم (58) وقولوا: * (سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) * (59) و * (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) * (60).
معاشر الناس، إن فضائل علي وما خصه الله به في القرآن أكثر من أن أذكرها في مقام واحد، فمن أنبأكم بها فصدقوه بها.
معاشر الناس، من يطع الله ورسوله وأولي الأمر فقد فاز فوزا عظيما.
السابقون السابقون إلى بيعته، والتسليم عليه بإمرة المؤمنين، * (أولئك المقربون في جنات النعيم) * (61).
فقولوا ما يرضي الله عنكم، وإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فلن يضر الله شيئا.
اللهم أغفر للمؤمنين بما أديت وأمرت، وأغضب على الجاحدين والكافرين والحمد لله رب العالمين. قال: فتبادر الناس إلى بيعته وقالوا:
(سمعنا وأطعنا لما أمرنا الله ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وجميع جوارحنا)، ثم انكبوا على رسول الله وعلى علي صلوات الله عليهما بأيديهم. وكان أول من صافق رسول الله صلى الله عليه وآله أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير ثم باقي المهاجرين والأنصار والناس على طبقاتهم ومقدار منازلهم، إلى أن صليت الظهر والعصر في وقت واحد، والمغرب والعشاء الآخرة في وقت واحد.