اليقين - السيد ابن طاووس - الصفحة ٣٦٤
قرأت القرآن لم أسأل عن غيره. قالوا: حدثنا يا عمار. قال: لقد علمتم أني نسئ إلا إن أذكر قال: فقال أبو ذر: أنا أحدثكم بحديث سمعتموه، أو من سمعه منكم تشهدون إنه حق. ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله وإن الساعة آتية لا ريب فيها وإن الله يبعث من في القبور وأن البعث حق والنار حق؟ قالوا: نشهد على ذلك. قال: وأنا معكم من الشاهدين.
قال: ألستم تشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله حدثنا إن شرار الأولين والآخرين اثنا عشر، ستة من الأولين وستة من الآخرين؟ ثم سمى الأولين: ابن آدم الذي قتل أخاه وفرعون وهامان وقارون والسامري والدجال - اسمه في الأولين ويخرج في الآخرين -، وسمى الآخرين ستة: العجل وفرعون وهامان وقارون والسامري والأبتر؟ قالوا: نشهد على ذلك. قال: وأنا على ذلك من الشاهدين.
قال: ألستم تشهدون إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من أمتي من يرد علي الحوض على خمس رايات وهي:
راية العجل، فأقوم فآخذ بيده، فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشائه وفعل ذلك بمن تبعه. فأقول: ماذا خلفتموني في الثقلين من بعدي؟ فيقولون: كذبنا الأكبر ومزقناه واضطهدنا الأصغر وابتززناه.
فأقول: أسلكوا ذات الشمال. فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم، لا يطعمون منه قطرة.
ثم ترد علي راية فرعون أمتي وهم أكثر الناس ومنهم البهارجيون (3).
قيل: يا رسول الله، أبهرجوا الطريق؟ قال: لا ولكنهم بهرجوا دينهم، وهم

(٣) ق: البهارجون، وفي الخصال: المبهرجون. وفي المنجد: بهرج بهم الدليل: عدل بهم عن الجادة إلى غيرها.
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»