تمهيد بسم الله الرحمن الرحيم نحمدك اللهم على ما مننت علينا من نور الهدى والمنجي من الردى، محمد سيد المرسلين صلى الله عليه وآله، وأنعمت علينا اليقين بالتحصين بولاية أمير المؤمنين وعترته الأنوار الباهرة الطاهرين صلواتك عليهم أجمعين، وألهمتنا البراءة من أعدائهم بالحجج القاهرة إلى يوم الدين.
وبعد، فإن من أهم المسؤوليات التي خص الله تعالى بها العلماء الربانيين هي الدفاع عن حريم دينه والذب عن الوجهة العلمية الدينية المتمثلة في القرآن العظيم وكلمات الرسول الكريم وأئمة الدين الاثني عشر صلوات الله عليهم أجمعين، والقيام أمام كل من يريد إلقاء الشبهة أو إيجاد البدعة في دين الله.
واختيار الله جل جلاله العلماء لهذه المسؤولية الباهضة يرجع إلى اقتدائهم بأنبياء الله ورسله الذين جعلوا هذا الواجب نصب أعينهم وصرفوا أعمارهم في سبيله. فالعلماء ورثة الأنبياء في ذلك، فيما لو عقدوا العزم على القيام بهذه المهمة، وهم المصابيح في ظلمات عصر الغيبة حينما يغتنم أعداء الإسلام الفرصة للقضاء على كيان الدين واستئصال جذوره، فإنهم عند ذلك يستضاء بأنوار علماء الدين ويفر الخفافيش من وهج أنوارهم وبهم ينفى عن دين الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين.
يقول الإمام أبو جعفر محمد الباقر عليه السلام: (العالم كمن معه