صحته والمعلوم بينهم بثبوت روايته من كتاب الجمع بين الصحيحين جمع الحافظ محمد بن أبي نصر بن عبد الله الحميدي من نسخة عليها عدة سماعات وإجازات تاريخ بعضها سنة إحدى وأربعين وخمسمائة ما هذا لفظه:
قال: قال ابن عباس: يوم الخميس - في رواية: ثم بكى حتى بل دمعه الحصى - فقلت: يا بن عباس، وما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وآله وجعه، فقال: إيتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا، فقال: لا ينبغي عندي التنازع، فقالوا: ما شأنه هجر استفهموه! فذهبوا يرددون عليه، فقال: ذروني [دعوني] (1) فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه (2).
وفي رواية من الحديث الرابع من الصحيحين: فكان ابن عباس يقول:
إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين كتابه (3).
وروي حديث الكتاب الذي أراد أن يكتبه رسول الله صلى الله عليه وآله لأمته لأمانهم من الضلال عن رسالة جابر بن عبد الله الأنصاري في المتفق عليه من صحيح مسلم، فقال في الحديث السادس والتسعين من إفراد مسلم من مسند جابر بن عبد الله ما هذا لفظه:
قال: ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله بصحيفة عند موته فأراد أن يكتب لهم كتابا لا يضلون بعده وكثر اللغط وتكلم عمر فرفضها صلى الله عليه وآله (4).
أقول: فإذا [كان قد] (5) شهدوا أن النبي صلى الله عليه وآله سألهم أن يكتب لهم كتابا لا يضلون بعده أبدا، فقالوا: ما شأنه هجر. وفي هذا المجلد.