اليقين - السيد ابن طاووس - الصفحة ٣٥٤
معاشر الناس، آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزل معه * (من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها ونلعنهم كما لعنا أصحاب السبت) * (32)، بالله ما عنى بهذه الآية إلا قوما من أصحابي، أعرفهم بأسمائهم وأنسابهم، وقد أمرت بالصفح عنهم، فليعمل كل امرئ على ما يجد لعلي في قلبه من الحب والبغض معاشر الناس، النور من الله مسبوك في ثم في علي بن أبي طالب ثم في النسل منه إلى القائم المهدي الذي يأخذ بحق الله وبكل حق هو لنا. ألا وإن الله قد جعلنا حجة على المعاندين وعلى المقصرين والمخالفين والخائنين والآثمين والظالمين والغاصبين من جميع العالمين.
معاشر الناس، أنذركم أني رسول الله، قد خلت من قبلي الرسل، أفإن مت أو قتلت انقلبتم على أعقابكم؟ * (ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) * (33).
ألا وإن عليا الموصوف بالصبر والشكر، ثم من بعده في ولدي من صلبه.
معاشر الناس، لا تمنوا علي بإسلامكم، بل لا تمنوا على الله فيحبط عملكم ويسخط عليكم ويبتليكم بشواظ من نار ونحاس، إن ربكم لبالمرصاد.
معاشر الناس، سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون.
معاشر الناس، إن الله وأنا بريئان منهم ومن أشياعهم وأنصارهم، وجميعهم في الدرك الأسفل من النار وبئس مثوى المتكبرين. ألا إنهم أصحاب

(32) سورة النساء: الآية 47.
(33) سورة آل عمران: الآية 144.
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»