الأصغر والقرآن الثقل الأكبر، وكل واحد منهما منبئ عن صاحبه (25) وموافق له، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ألا إنهم أمناء الله في خلقه وحكامه في أرضه.
ألا وقد أديت، ألا وقد أسمعت، ألا وقد بلغت، ألا وقد أوضحت.
ألا وإن الله تعالى قال وإني أقول عن الله: (إنه ليس أمير المؤمنين غير أخي، ولا تحل إمرة المؤمنين لأحد بعدي غيره).
ثم ضرب بيده على عضد علي عليه السلام فرفعها، وكان أمير المؤمنين مذ أول ما صعد رسول الله صلى الله عليه وآله على درجة دون مقامه فبسط يده نحو وجه رسول الله صلى الله عليه وآله بيده حتى استكمل بسطهما إلى السماء، وشال عليا عليه السلام حتى صارت رجلاه مع ركبتي رسول الله صلى الله عليه وآله. ثم قال:
معاشر الناس، هذا علي أخي ووصي وواعي علمي وخليفتي في أمتي على من آمن بي. ألا إن تنزيل القرآن علي وتأويله وتفسيره بعدي عليه، والعمل بما يرضي الله ومحاربة أعدائه والدال على طاعته والناهي عن معصيته.
إنه خليفة رسول الله وأمير المؤمنين والإمام الهادي وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بأمر الله.
أقول: ما يبدل القول لدي، بأمرك يا ربي أقول: اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه والعن من أنكره وأغضب على من جحد حقه. اللهم إنك أنزلت علي أن الإمامة لعلي، وإنك عند بياني ذلك ونصبي إياه، لما أكملت لهم دينهم وأتممت عليهم نعمتك ورضيت لهم الإسلام دينا وقلت: * (إن الدين عند الله الإسلام) * (26) وقلت: * (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) * (27). اللهم إني أشهدك إني قد بلغت.