اليقين - السيد ابن طاووس - الصفحة ٣٤٨
الذي استحق من كل خلق أن يشكره ويحمده على السراء والضراء والشدة والرخاء.
فأؤمن به وملائكته وكتبه ورسله، أسمع لأمره وأطيع وأبادر إلى كل ما يرضاه وأستسلم لما قضاه رغبة في طاعته وخوفا من عقوبته، لأنه الله الذي لا يؤمن مكره ولا يخاف جوره.
أقر له على نفسي بالعبودية وأشهد له بالربوبية، وأؤدي ما أوحي إلي به، حذرا أن لا أفعل فتحل بي قارعة لا يدفعها عني أحد وإن عظمت حيلته وصفة حيلته لا إله إلا هو، لأنه أعلمني عز وجل إني إن لم أبلغ ما أنزل إلي في حق علي فما بلغت رسالته، وقد ضمن لي العصمة من الناس وهو الله الكافي الكريم.
وأوحى إلي: بسم الله الرحمان الرحيم * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك - في علي - وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) * (12).
معاشر الناس، ما قصرت في تبليغ ما أنزل الله إلي، وأنا أبين لكم سبب هذه الآية: إن جبرئيل هبط علي مرارا ثلاثا يأمرني عن السلام رب السلام أن أقوم في هذا المشهد فأعلم كل أبيض وأسود إن علي بن أبي طالب أخي ووصي وخليفتي على أمتي والإمام من بعدي. محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وهو وليكم بعد الله ورسوله.
وقد أنزل الله علي بذلك آية هي في كتابه: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * (13).
فعلي بن أبي طالب الذي أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع يريد وجه الله، يريده الله في كل حال.

(12) سورة المائدة: الآية 67.
(13) سورة المائدة: الآية 54.
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»