اليقين - السيد ابن طاووس - الصفحة ٣٤٤
مثل ما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم، وتوقفهم من ذلك على مثل الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرايع.
فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وآله: إن رسول الله يريد الحج وأن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرايع دينكم ويوقفكم من ذلك على مثل ما أوقفكم.
قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وخرج معه ناس وصفوا له لينظروا ما يصنع، وكان جميع من حج مع رسول الله صلى الله عليه وآله من أهل المدينة والأعراب سبعين ألفا أو يزيدون، على نحو عدد أصحاب موسى السبعين ألفا الذين أخذ عليهم بيعة هارون فنكثوا أو اتبعوا السامري والعجل وكذلك أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله البيعة لعلي عليه السلام بالخلافة على نحو عدد أصحاب موسى عليه السلام سبعين ألف، فنكثوا البيعة واتبعوا العجل سنة بسنة ومثلا بمثل [لم يخرم منه شئ] (3). واتصلت التلبية ما بين مكة والمدينة.
فلما وقف رسول الله صلى الله عليه وآله بالموقف أتاه جبرئيل عليه السلام عن أمر الله عز وجل فقال: يا محمد، إن الله يقرأ عليك السلام ويقول لك:
إنه قد دنا أجلك ومدتك وإني أستقدمك على ما لا بد منه ولا عنه محيص، أعهد عهدك وتقدم في وصيتك، وأعهد إلى ما عندك من العلم وميراث علوم الأنبياء من قبلك والسلاح والتابوت وجميع ما عندك من آيات الأنبياء، فسلمه إلى وصيك وخليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب.
فأقمه للناس وجدد عهدك وميثاقك وبيعته، وذكرهم ما في الذر من بيعتي وميثاقي الذي أوثقتهم به وعهدي الذي عهدت إليهم من الولاية لمولاهم ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بن أبي طالب. فإني لم أقبض نبيا إلا بعد إكمال ديني وتمام نعمتي بولاية أوليائي ومعاداة أعدائي، وذلك كمال توحيدي وتمام

(3) الزيادة من ق خ ل.
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»