عدل، وقضاؤك خيرة، ان أعطيت لم تشب عطاءك بمن، وان منعت لم يكن منعك تعديا، تشكر من شكرك، وأنت ألهمته شكرك، وتكافئ من حمدك وأنت علمته حمدك.
تستر على من لو شئت فضحته، وتجود على من لو شئت منعته، وكلاهما أهل منك للفضيحة والمنع، غير انك بنيت أفعالك على التفضل، وأجريت قدرتك على التجاوز، وتلقيت من عصاك بالحلم، وأمهلت من قصد لنفسه بالظلم، تستنظرهم بأناتك (1) إلى الإنابة، وتترك معاجلتهم إلى التوبة لكيلا يهلك عليك هالكهم، ولا يشقي بنعمتك شقيهم، الا عن طول الاعذار إليه، وبعد ترادف (2) الحجة عليه، كرما من عفوك يا كريم، وعائدة (3) من عطفك يا حليم.
أنت الذي فتحت لعبادك بابا إلى عفوك وسميته التوبة، وجعلت على ذلك الباب دليلا من وحيك لئلا يضلوا عنه، فقلت تبارك اسمك: * (توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين امنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا انك على كل شئ قدير) * (4)، فما عذر من أغفل دخول ذلك