فضل الكوفة ومساجدها - محمد بن جعفر المشهدي - الصفحة ٤٩
ذكر الصلاة في زوايا المسجد المعروف بمسجد السهلة وأخبرني الشريف الجليل العالم أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة العلوي الحسيني الحلبي أدام الله عزه عند عودته من الحج في سنة أربع وسبعين وخمسمائة بمسجد السهلة، قال: حدثني والدي علي بن زهرة، عن جده، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه (1).
قال: حدثنا الشيخ الفقيه محمد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، قال: حججت إلى بيت الله الحرام، فنزلنا عند ورودنا الكوفة، فدخلنا إلى مسجد السهلة، فإذا نحن بشخص راكع وساجد فلما فرغ دعا بهذا الدعاء: أنت الله لا إله الا أنت.. إلى آخر الدعاء. ثم نهض إلى زاوية المسجد فوقف هناك وصلى ركعتين، ونحن معه، فلما انفتل من الصلاة سبح ثم دعا، فقال: اللهم رب هذه البقعة الشريفة وبحق من تعبدك فيها قد علمت حوائجي، فصل على محمد وآل محمد واقضها، وقد أحصيت ذنوبي فصل على محمد وآل محمد واغفرها لي: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وأمتني إذا كانت الوفاة خيرا لي، على موالاة أوليائك، ومعاداة أعدائك، وافعل بي ما أنت أهله يا ارحم الراحمين.
ثم نهض فسألناه عن المكان فقال: ان هذا الموضع بيت إبراهيم

(١) ابن بابويه القمي (٣٠٦ ه‍ - ٣٨١ ه‍) محمد بن علي بن الحسين بن موسى المعروف بالشيخ الصدوق، محدث امامي كبير، لم ير في القميين مثله. نزل بالري وارتفع شأنه في خراسان وتوفي ودفن في الري. طبع له العدد من المصنفات وفي مقدمتها: من لا يحضره الفقيه، وعلل الشرائع، وغيرها.
انظر وفيات الجنات ٥٥٧ - ٥٦٠، الفهرست للطوسي / ١٨٤ رجال النجاشي / 276.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»
الفهرست