فضل الكوفة ومساجدها - محمد بن جعفر المشهدي - الصفحة ٦٢
حدثني عون بن محمد الكندي، قال: سمعت أبا الحسن علي بن ميثم (3)، يقول: حدثني أبي ميثم (4) - رضي الله عنه - قال: اصحر بي مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه - ليلة من الليالي فخرج من الكوفة، وانتهى إلى مسجد جعفي فتوجه إلى القبلة وصلى أربع ركعات، فلما سلم وسبح وبسط كفيه، قال: " الهي كيف أدعوك وقد عصيتك، وكيف لا أدعوك وقد عرفتك، وحبك في قلبي مكين، مددت إليك يدا بالذنوب مملوءة، وعينا بالرجاء ممدودة، الهي أنت مالك العطايا وانا أسير الخطايا، ومن كرم العظماء الرفق بالاسراء فاني أسير بجرمي، مرتهن بعملي، الهي ما أضيق الطريق على من لم تكن دليله وأوحش المسلك على من لم تكن أنيسه، الهي لئن طالبتني بذنوبي لأطالبنك بعفوك، ولئن طالبتني بجريرتي لأطالبنك بكرمك، ولئن طالبتني بشري لأطلبنك بخيرك [43] ولئن

(٣) علي بن ميثم أبو الحسن، روى الصدوق عن الحاكم أبي علي الحسين بن أحمد البيهقي، عن الصولي عن عون بن محمد الكندي، انه لم ير أحدا قط اعرف بأمور الأئمة واخبارهم ومناكحهم من أبي الحسن علي بن ميثم.
العيون ج ١ باب من جاء في أم الرضا (ع) (٢) الحديث ٢.
(٤) ميثم بن يحيى التمار الأسدي بالولاء استشهد سنة ٦٠ ه‍ / ٦٨٠ م وهو أول من الجم في الاسلام وقبره اليوم من مزارات الكوفة الشهيرة جنوب جامع الكوفة، وهو من أصحاب الإمام علي بالكوفة وكان أثيرا عنده، ولهذا حبسه عبيد الله بن زياد (والي الكوفة من قبل يزيد بن معاوية) ثم أمر بصلبه، فجعل يحدث بفضائل بني هاشم، فقيل لابن زياد، قد فضحكم هذا العبد، فأمر بلجمه فألجم ثم طعن بحربة واستشهد وكان ذلك قبل مقدم الإمام الحسين (ع) بعشرة الأيام رضوان الله عليه. راجع المناقب لابن شهرآشوب: وميثم التمار لمحمد حسين المظفر (طبع في النجف وبيروت: والارشاد للمفيد والإصابة / 4874. ولمحمد حسين المقرم ومحمد حسين ناشر الاسلام ترجمة حياة ميثم وأحواله طبعت كتبهم بالنجف. وتحدثنا عنه باسهاب في كتابنا عن مشاهد الكوفة ومزاراتها.
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 57 58 59 61 62 63 64 65 67 68 ... » »»
الفهرست