فقال: هل يمحو إلا ما كان؟ وهل يثبت إلا ما لم يكن؟
فقلت في نفسي: هذا خلاف قول هشام بن الحكم: أنه لا يعلم بالشئ حتى يكون.
فنظر إلي، فقال: تعالى الجبار العالم بالأشياء قبل كونها.
قلت: أشهد أنك حجة الله. (1) 11 - ومنها: ما قال أبو هاشم: سمعته يقول: [من] الذنوب التي لا تغفر: قول الرجل: " ليتني لا أؤاخذ إلا بهذا " فقلت في نفسي: إن هذا لهو الدقيق (2)، وينبغي للرجل أن يتفقد من نفسه كل شئ.
فقال: صدقت يا أبا هاشم، الزم ما حدثتك به نفسك فان الشرك في الناس أخفى من دبيب [النمل على الصفا - أو قال:] الذر (3) على الصفا - في الليلة الظلماء. (4)