أحببت أن أريك مضجعي (1) ومصرع أصحابي. ثم مسح بيده على وجهها، ففسح الله في بصرها حتى أراها (2) ذلك كله، وأخذ تربة فأعطاها (3) من تلك التربة أيضا في قارورة أخرى، وقال عليه السلام: فإذا فاضتا (4) دما، فاعلمي أني قد قتلت.
فقالت أم سلمة: فلما كان يوم عاشوراء نظرت إلى القارورتين بعد الظهر فإذا هما قد فاضتا دما، فصاحت.
ولم يقلب في ذلك اليوم حجر ولا مدر إلا وجد تحته دم عبيط (5).
8 - ومنها: ما روي زين العابدين عليه السلام أنه قال: لما كانت الليلة التي قتل فيها الحسين عليه السلام في صبيحتها قام في أصحابه فقال عليه السلام:
إن هؤلاء يريدونني دونكم، ولو قتلوني لم يقبلوا (6) إليكم، فالنجاء النجاء، وأنتم في حل فإنكم إن أصبحتم معي قتلتم كلكم.
فقالوا: لا نخذلك، ولا نختار العيش بعدك.
فقال عليه السلام: إنكم تقتلون كلكم حتى لا يفلت منكم واحد (7). فكان كما قال عليه السلام (8)