فأعلمته أم سلمة، فحملها على سريرها، ثم صلى عليها، ثم نزل [لحدها] فلبث (1) ما شاء الله لا يسمع له [إلا] همهمة.
ثم صاح يا فاطمة! قالت: لبيك يا رسول الله. قال: هل رأيت ما ضمنت لك.
قالت: نعم، فجزاك الله عني في المحيا والممات أفضل الجزاء.
فلما سوى عليها وخرج، سئل عنها فقال: فرأت عليها يوما " ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة " (1) فقالت: يا رسول الله وما فرادى؟، قلت: عراة. قالت: وا سوأتاه. فسألت الله ألا تبدي عورتها.
ثم سألتني عن منكر ونكير فأخبرتها [بحالهما] بأنهما كيف يجيئان قالت: وا غوثاه بالله منهما. فسألت الله أن لا يريهما إياها، وأن يفسح لها في قبرها، وأن يحشرها في أكفانها. (3) 151 - ومنها: أن رجلا مات، وإذا الحفارون لم يحفروا شيئا، فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقالوا: ما يعمل حديدنا في الأرض كما نضرب في الصفا. (4) قال: ولم؟ إن كان صاحبكم لحسن الخلق، إئتوني بقدح من ماء: فأدخل يده فيه ثم رشه على الأرض رشا، فحفر الحفارون، فكأنما رمل يتهايل عليهم. (5) 152 - ومنها: أن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: الرجل يكون في المسجد فتكون الصفوف مختلفة، فيها الناقصة، فأميل إليه أسعى حتى أتمه؟
قال: لا بأس، إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ألا أيها الناس، إني أراكم من خلفي كما أراكم من بين يدي، فلتقيمن صفوفكم، أو ليخالفن الله بين قلوبكم. (6)