(وخبر زمل بن عمرو العذري روي أنه كان لبني عذرة صنم يقال له حمام وكانوا يعظمونه وكان في بني هند بن حزام وكان سادنه رجل منهم يقال له طارق وكانوا يعقرون عنده العقائر قال زمل بن عمرو العذري فلما ظهر النبي صلى الله عليه وآله سمعنا منه صوتا وهو يقول يا بني هند بن حزام ظهر الحق واودى حمام ودفع الشرك بالاسلام قال ففزعنا لذلك وهالنا فمكثنا أياما ثم سمعنا صوتا آخر وهو يقول يا طارق بعث النبي الصادق بوحي ناطق صدع صادع بأرض تهامة لناصريه السلامة ولخاذليه الندامة هذا الوداع مني إلى يوم القيامة ثم وقع الصنم لوجهه قال زمل فخرجت حتى أتيت النبي صلى الله عليه وآله ومعي نفر من قومي فأخبرناه بما سمعناه فقال ذلك كلام مؤمن من الجن ثم قال يا معشر العرب اني رسول الله إلى الأنام كافة أدعوكم إلى عبادة الله وحده واني رسوله وعبده وان تحجوا البيت وتصوموا شهرا من اثني عشر شهرا وهو شهر رمضان فمن أجابني فله الجنة نزلا وثوابا ومن عصاني كانت له النار منقلبا وعقابا قال فأسلمنا وعقد لي لواء وكتب لي كتابا فقال زمل عند ذلك * إليك رسول الله أعلمت نصها * أكلفها حزنا وفوزا من الزمل * لأنصر خير الناس نصرا مؤزرا * واعقد حبلا من حبالك في حبلي * واشهد ان الله لا شئ غيره * أدين له ما أثقلت قدمي ونعلي * (خبر عمرو بن مرة الجهني) ذكروا ان عمرو بن مرة كان يحدث فيقول خرجت حاجا في الجاهلية في جماعة من قومي فرأيت في منامي وانا في الطريق كان نورا قد سطع من الكعبة حتى أضاء إلى نخل يثرب وجبلي جهينة الأشعر والاجرد وسمعت في النوم قائلا يقول تقشعت الظلماء وسطع الضياء وبعث خاتم الأنبياء ثم أضاء إضاءة أخرى حتى نظرت إلى قصور الحيرة وأبيض المدائن وسمعته يقول اقبل حق فسطع ودمغ باطل فانقمع فانتبهت فزعا وقلت لأصحابي والله ليحدثن بمكة في هذا الحي من قريش حدث ثم أخبرتهم بما رأيت فلما انصرفنا إلى بلادنا جاءنا مخبر بخبر ان رجلا من قريش يقال له احمد وقد بعث وكان لنا صنم فكنت انا الذي أسدنه فشددت عليه فكسرته وخرجت حتى قدمت عليه مكة فأخبرته فقال يا عمرو بن مرة انا النبي المرسل إلى العباد كافة ادعوهم إلى الاسلام وآمرهم بحفظ الدماء وصلة الأرحام وعبادة الرحمان ورفض الأوثان وحج البيت وصوم شهر رمضان فمن أصاب فله الجنة ومن عصى فله النار فامن بالله يا عمرو بن مرة تأمن يوم القيامة من النار فقلت اشهد ان
(٩٣)