لم يزل لله فينا حجة * ذاك على عهد أبرهم * نعرف الله وفينا شيمة * صلة الرحم ونوفي بالذمم * يزل لله فينا حجه يدفع الله بها عنها النقم * ولنا في كل دور كرة * نعرف الدين وطورا في العجم * فإذا ما بلغ الدور إلى * منتهى الوقت اتى الطين قدم * بكتاب فصلت آياته * فيه تبيان أحاديث الأمم * فلما أصبح عبد المطلب جمع بنيه وأرسل الحرث ابنه الأكبر إلى أعلى جبل أبي قبيس فقال انظر يا بني ماذا يأتيك من قبل البحر فرجع فلم ير شيئا فأرسل واحدا بعد آخر من ولده فلم يأته أحد منهم عن البحر بخبر فدعا ولده عبد الله وانه لغلام حين أيفع وعليه ذؤابه تضرب إلى عجزه فقال له اذهب فداك أبي وأمي فاعل أبا قبيس وانظر ماذا ترى يجئ من البحر فنزل مسرعا فقال يا سيد النادي رأيت سحابا من قبل البحر مقبلا يسفل تارة ويرتفع أخرى ان قلت غيما قلته وان قلت جهاما خلته يرتفع تارة وينحدر أخرى فنادى عبد المطلب يا معشر قريش ادخلوا منازلكم فقد اتاكم الله بالنصر من عنده فأقبلت الطير الأبابيل في منقار كل طير حجر وفي رجليه حجران فكان الطائر الواحد يقتل ثلاثة من أصحاب أبرهة كان يلقي الحجر في قمة رأس الرجل فيخرج من دبره وقد قص الله تبارك وتعالى نبأهم فقال سبحانه * (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول) * السجيل الصلب من الحجارة والعصف ورق الزرع ومأكول يعنى كأنه قد اخذ ما فيه من الحب فاكل وبقي لا حب فيه وقيل إن الحجارة كانت إذا وقعت على رؤوسهم وخرجت من ادبارهم بقيت أجوافهم فارغة خالية حتى يكون الجسم كقشر الحنظلة وباسناده عن ابن جمهور رحمه الله قال حدثني أبي قال حدثني علي بن حرب بن محمد بن علي بن حيان بن مازن الطائي قال حدثني عمر بن بكر عن أحمد بن القاسم عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال لما ظفر سيف بن ذي يزن واسمه النعمان بن قيس بالحبشة وذلك بعد مولد رسول الله صلى الله عليه وآله بسنتين اتته وفود العرب واشرافها وشعراؤها تهنيه وتمدحه وتذكر ما كان من حسن بلائه وطلبه بثار قومه فاتاه فيمن اتاه وفد قريش وفيهم عبد المطلب بن هاشم وأمية بن عبد شمس وعبد الله بن جدعان وخويلد بن أسد بن عبد العزى في أناس من وجوه قريش فقدموا عليه صنعا فإذا هو في رأس غمدان وهو الذي ذكره أمية بن الصلت في قصيدته حيث تقول اشرب هنيئا عليك التاج * مرتفعا في رأس غمدان * دارا منك محلالا * فدخل الاذن فأخبره بمكانهم فاذن
(٨٢)