ذلك إلا عن رب العالمين دون الخلائق أجمعين وثبت صدقه وحجته واعجاز القرآن الوارد على يده وكان قول الله عز وجل * (وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الامر وما كنت من الشاهدين) * سورة القصص وقوله عز وجل * (وما كنت بجانب الطور إذ نادينا و لكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما اتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون) * سورة القصص يعضد ما ذكرناه ويشهد بصحة ما وصفناه ومن ذلك أيضا ما ثبت فيه من الاخبار بالكائنات كونها واعلام ما في القلوب وضمائرها كقوله سبحانه في اليهود من أهل خيبر * (ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون لن يضروكم إلا اذى وان يقاتلوكم يولوكم الادبار ثم لا ينصرون) * سورة آل عمران وكان الامر في هزيمتهم وخذلانهم كما قال سبحانه وقال في قصة بدر تشجيعا للمسلمين واخبارا لهم عن عاقبة امرهم وأمر المشركين * (سيهزم الجمع ويولون الدبر) * سورة القمر وكان ذلك يقينا كما قال سبحانه * (وقال فيهم الذين ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون) * سورة الأنفال فكان الظفر قريبا كما قال سبحانه وقال عز اسمه * (وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها) * يعني العراق وفارس فكان الامر كما قال سبحانه وقال عز وجل * (ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم) * سورة الروم فأخبر الله تعالى عن ظفرهم بغلبهم وغلبتهم له وحدد زمان ذلك وحصره فكان الامر فيه حسب ما قال سبحانه وقال عز وجل * (يا أيها الذين هادوا ان زعمتم انكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين ولا يتمنونه ابدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين) * سورة الجمعة فقطع على بغيهم واعلم أنهم لا يتمنون الموت فلم يقدر أحد منهم على دفعه ولا أظهر تمنيه كان الامر في ذلك موافقا لما قال سبحانه * (ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول) * سورة المجادلة فأخبر عن ضمائرهم بما في سرائرهم قبل ان يبدو على ألسنتهم وكان الامر كما قال سبحانه وقال في أبي لهب وهو حي متوقع منه الايمان والبصيرة والاسلام * (تبت يدا أبي لهب وتب) * سورة المسد فمات على كفره ولم يصر إلى الاسلام وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله * (انا كفيناك المستهزئين) * سورة الحجر وكلهم يومئذ حي عزيز في قومه فاهلكهم الله أجمعين وكفاه امرهم على ما أخبر به وأمثال ذلك كثيرة يطول بها الكتاب وقد ذكرها أهل العلم وهذا طرف منها يدل على معجزة القرآن وصدق من اتى به عليه السلام دليل على حدوث العالم الذي يدلنا على ذلك انا
(٧٧)