كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٦٤
شيعتك فتشفعين يا فاطمة لو أن كل نبي بعثه الله وكل ملك قربه شفعوا في كل مبغض لك غاصب لك ما أخرجه الله من النار ابدا ملعون ملعون قاطع رحمه ملعون ملعون مصدق بسحر ملعون ملعون من قال الايمان قول بلا عمل ملعون ملعون من وهب الله له مالا فلم يتصدق منه بشئ إما سمعت ان النبي صلى الله عليه وآله قال صدقة درهم أفضل من صلاة عشر ليال ملعون ملعون من ضرب والده أو والدته ملعون ملعون من عق والديه ملعون ملعون من لم يوقر المسجد أتدري يا يونس لم عظم الله تعالى حق المساجد وانزل هذه الآية * (وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) * كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم أشركوا بالله تعالى فامر الله سبحانه نبيه ان يوحد الله تعالى فيها ويعبده رسالة كتبتها أحد الاخوان وسميتها بالقول المبين عن وجوب مسح الرجلين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلاته على سيدنا محمد رسوله خاتم النبيين وآله الطاهرين سالت يا أخي أيدك الله تعالى في أن اورد لك من القول في مسح الرجلين ما يتبين لك به وجوبه وصحة مذهبنا فيه وصوابه وانا أجيبك إلى ما سالت وأورد مختصرا نطلب به ما طلبت بعون الله وتوفيقه (اعلم) ان فرض الرجلين عندنا في الوضوء هو المسح دون الغسل ومن غسل فلم يؤد الفرض وقد وافقنا على ذلك جماعة من الصحابة والتابعين كابن عباس رحمه الله وعكرمة وانس وأبي العالية والشعبي وغيرهم (ودليلنا) على أن فرضهما المسح قول الله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين) * النساء فتضمنت الآية جملتين صرح فيهما بحكمين بدأ في الجملة الأولى بغسل الوجوه ثم عطفت الأيدي عليها فوجب لها من الحكم بحقيقة العطف مثل حكمها ثم بدأ في الجملة الثانية بمسح الرؤوس ثم عطف الأرجل عليها فوجب ان يكون لها من الحكم بحقيقة العطف مثل حكمها حسبما اقتضاه العطف في الجملة التي قبلها ولو جاز ان يخالف في الجملة الثانية بين حكم الرؤوس والأرجل المعطوفة عليها لجاز ان يخالف في الجملة الأولى بين حكم الوجوه والأيدي المعطوفة عليها فلما كان هذا غير جائز كان الأخر مثله فعلم وجوب حمل كل عضو معطوف في جملة على ما قبله وفيه كفاية لمن تأمله فإن قال قائل انا نجد أكثر القراء يقرؤون الآية بنصب الأرجل فيكون الأرجل في قراءتهم معطوفة على الأيدي وذلك موجب للغسل قيل له أما الذين قرأوه بالنصب من السبعة فليسوا بأكثر من الذين قرأوا بالجر بل هم مساوين
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»