مخرجا * فما صفت الدنيا لصاحب نعمة * ولا اشتد أمر قط إلا تفرجا * (وقيل) ان الأدب هو الصبر على الغصة حتى تدرك الفرصة (لاخر) * ولما امتطيت صروف الزمان * وأسلمت للدهر طوعا قيادي * تزودت صبرا لو عثائه * وزاد أخي للصبر من خير زاد * ولم يضع الصبر قدر امرئ * وهل يضيع الترب اثر النجاد * (فصل) اخبرني القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن صخر قال حدثنا أبو شجاع فارس بن موسى العرضي بالبصرة قال حدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن محمد بن شيبة الكوفي ببغداد قال حدثنا أبو نعيم محمد بن يحيى الطوسي السراج قال حدثنا محمد بن خالد الدمشقي قال حدثنا سعيد بن محمد بن عبد الرحمن بن خارجة الرقي قال قال معاوية بن العضلة كنت في الوفد الذين وجههم عمر بن الخطاب وفتحنا مدينة حلوان وطلبنا المشركين في الشعب فلم نقدر عليهم فحضرت الصلاة فانتهيت إلى ماء فنزلت عن فرسي واخذت بعنانه ثم توضأت وأذنت فقلت الله أكبر الله أكبر فأجابني شئ من الجبل وهو يقول كبرت كبيرا بكبيرا ففزعت لذلك فزعا شديدا ونظرت يمينا وشمالا فلم أر شيئا فقلت اشهد ان لا اله إلا الله فأجابني وهو يقول الان حين أخلصت فقلت اشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال نبي بعث فقلت حي على الصلاة فقال فريضة افترضت فقلت حي على الفلاح فقال قد أفلح من أجابها واستجاب لها فقلت قد قامت الصلاة فقال البقاء لامة محمد صلى الله عليه وآله وعلى رأسها تقوم الساعة فلما فرغت من اذاني ناديت بأعلى صوتي حتى أسمعت ما بين لابتي الجبل فقلت انسي أم جني قال فاطلع رأسه من كهف الجبل فقال ما انا بجني ولكني انسي فقلت له من أنت يرحمك الله قال انا ذريب بن ثملا من حواري عيسى بن مريم عليه السلام اشهد ان صاحبكم نبي وهو الذي بشر به عيسى بن مريم عليه السلام ولقد أردت الوصول إليه فحالت بيني وبينه فارس وكسرى وأصحابه ثم ادخل رأسه في كهف الجبل فركبت دابتي ولحقت بالناس وسعد بن أبي وقاص أميرنا فأخبرته بالخبر فكتب بذلك إلى عمر بن الخطاب فجاء كتاب عمر يقول الحق الرجل فركب سعد وركبت معه حتى انتهينا إلى الجبل فلم نترك كهفا ولا شعبا ولا واديا إلا التمسناه فلم نقدر عليه وحضرت الصلاة فلما فرغت من صلاتي ناديت بأعلى صوتي يا صاحب الصوت الحسن والوجه الجميل قد سمعنا منك كلاما حسنا فأخبرنا من أنت يرحمك الله أقررت بالله تعالى ووحدانيته قال فاطلع رأسه من كهف الجبل فإذا شيخ أبيض الرأس واللحية له هامة كأنها رحى فقال السلام عليكم ورحمه الله قلت وعليك السلام ورحمه الله من أنت يرحمك الله قال انا ذريب بن ثملا وصي العبد الصالح عيسى بن مريم عليه السلام كان سئل ربه لي البقاء إلى نزوله من السماء وقراري في هذا الجبل وانا موصيكم سددوا
(٥٩)