خير للفتى من علاقة * من العار يرميه بها كل قائل * وأنشدني الشريف أبو الحسن علي ابن عبد الله بن حمزة قال أنشدني أبو طاهر الخوارزمي للقاضي الجرجاني يقولون * لي فيك انقباض وإنما راو رجلا عن موقف الذل أحجما * إذا قيل هذا مورد قلت قد ارى * ولكن نفس الحر تحتمل الظما * وما كل برق لاح لي يستفزني * ولا كل من لاقيت ارضاه منعما * ولو أن أهل العلم صانوه صانهم * ولو عظموه في النفوس تعظما * ولكنهم قد دنسوه وعرضوا * محياه للأطماع حتى تجهما * ولم ابتذل في خدمة العلم مهجتي * لأخدم من لاقيت الا لأخدما * اغرسه عزا واجنيه ذله * إذا فاتباع الجهل قد كان أجرما * (وانشدت لعبد المحسن الصوري) * كد كد العبد ان أحببت ان تحسب حرا * واقطع الآمال من جود بني آدم طرا * لا تقل ذا مكسب يزري ففضل الناس ازرى * (فصل) في الصبر روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال الصبر ستر من الكروب وعون على الخطوب وقال صلى الله عليه وآله بالصبر يتوقع الفرج ومن يدمن قرع الباب يلج وقال عليه واله السلام الصبر صبران صبر عند البلاء وأفضل منه الصبر عند المحارم ومن كلام أمير المؤمنين عليه السلام الصبر مطية لا تكبو والقناعة سيف لا ينبو من كنوز الايمان الصبر على المصائب الصبر جنة من الفاقة اطرح عنك الهموم بعزائم الصبر وحسن اليقين من صبر ساعة حمد ساعات الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ولا ايمان لمن لا صبر له أفضل العبادة الصبر والصمت وانتظار الفرج الصبر على ثلاثة أوجه صبر على المصيبة وصبر على الطاعة وصبر عن المعصية من ركب مراكب الصبر اهتدى إلى ميدان النصر من جعل الصبر له واليا لم يلف بحادث مباليا وقال عليه السلام للأشعث بن قيس يعزيه ان صبرت صبر الأكارم والا سلوت سلو البهائم وقال بعض الحكماء انك لن تنال القليل مما تحب الا بالصبر على الكثير مما تكره وقال آخر أفضل العدة الصبر على الشدة وقال آخر بالصبر على مرارة العاجل ترجي حلاوة الاجل وقال آخر الصبر كاسمه وثمرته ثمرته لبعض اصبر لدهر نال منك فهكذا مضت الدهور فرح وحزن مرة لا الحزن دام ولا السرور كتب رجل إلى أخيه الصبر مجنة المؤمن وسرور الموقن وعزيمة المتوكل وسبب درك الحاجة وإنما يوفى الصابرون أجورهم بغير حساب * قال ديك الجن من كان يبغي الذل في دهره * فليطلع الناس على فقره * للفتى ان عضه دهره * معول أكرم من صبره * وكان يقال العافية عشرة اجزاء فتسعة منها في الصبر والعاشر في التفرد عن الناس لبعضهم * إما ترى ان الصبر أجمل للفتى * إذا ضاق أمر لم يجد عنه
(٥٨)