الذي له ثمانية دنانير ومات عنها فصار لها الربع مما ترك وهو ديناران وصار ما بقي بين الاخوة الثلاثة لكل واحد منهم ديناران فصار لصاحب الستة ثمانية دنانير ولصاحب الثلاثة خمسة ولصاحب الدينار ثلاثة ثم تزوجها صاحب الثمانية ومات عنها فورثت منه بحق الربع دينارين وصار ما بقي وهو ستة دنانير (بين أخوية لكل واحد منهما ثلاثة دنانير فصار للذي له خمسة دنانير ثمانية دنانير وللذي له ثلاثة ستة ثم تزوجها صاحب الثمانية ومات عنها فورثت منه بحق الربع دينارين وصار ما بقي لأخيه وهي ستة دنانير) فحصل له بهذه الستة مع الستة الأولى اثنا عشر دينارا ثم تزوجها وهو الباقي من الاخوة وله اثنا عشر دينارا ومات عنها فورثت الربع ثلاثة دنانير فصار جميع ما ورثته عنهم تسعة دنانير لأنها ورثت من الأول دينارين ومن الثاني دينارين ومن الثالث دينارين ومن الرابع ثلاثة دنانير فذلك تسعة وهي نصف ما كانوا يملكونه والباقي للعصبة كما قلنا (خبر ضرار بن ضمرة عند دخوله على معاوية) (أخبرنا أبو المرجا) محمد بن علي بن طالب البلدي قال اخبرني أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن المطلب الشيباني الكوفي قال حدثني منصور بن الحسن بن أبي جلة بأنطاكية قال حدثنا محمد بن زكريا بن دينار قال حدثنا العباس بن بكار عن عبد الواحد بن أبي عمرو الأسدي عن محمد بن السائب عن أبي صالح مولى أم هاني قال دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية بن أبي سفيان يوما فقال له يا ضرار صف لي عليا عليه السلام قال أو تعفيني من ذلك قال لا أعفيك قال إذ لا بد فإنه كان والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة عن لسانه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويأنس بالليل وظلمته كان والله غزير الدمعة طويل الفكرة يقلب كفه ويخاطب نفسه يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما جشب كان والله معنا كأحدنا يدنينا إذا اتيناه ويجيبنا إذا سألناه وكان مع دنوه لنا وقربه منا لا نكلمه هيبة له فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ النظيم يعظم أهل الدين ويحب المساكين لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله اشهد بالله لرايته في بعض مواقفه وقد ارخى الليل سدوله وغارت نجومه متماثلا في محرابه قابضا بلحيته يتململ تململ السليم ويبكى بكاء الحزين وكاني أسمعه وهو يقول يا دنيا يا دنيا أبي تعرضت أم إلى تشوقت هيهات هيهات غري غيري لا حان حينك قد ابنتك قدسك ثلاثا عمرك قصير و خيرك حقير وخطرك كبير آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق فوكفت دموع معاوية على لحيته وجعل يستقبلها بكمه واختنق القوم جميعا بالبكاء وقال هكذا كان أبو الحسن يرحمه الله فكيف وجدك عليه يا ضرار فقال وجد أم واحد ذبح واحدها في حجرها فهي لا يرقى دمعها ولا يسكن حزنها فقال
(٢٧٠)