شاع عنه واستفاض منه من تركه للقول بالجسم الذي كان ينصره ورجوعه عنه واقراره بخطئه فيه وتوبته منه وذلك حين قصد الامام أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام إلى المدينة فحجبه وقيل له انه قد آلى ان لا يوصلك ما دمت قائلا بالجسم فقال والله ما قلت به إلا لاني ظننت انه وفاق لقول امامي فاما إذا أنكره علي فإنني تائب إلى الله منه فأوصله الإمام عليه السلام إليه ودعا له بخير (و) حفظ عن الصادق عليه السلام أنه قال لهشام ان الله تعالى لا يشبه شيئا ولا يشبهه شئ وكلما وقع في الوهم فهو بخلافه (و) روى عنه أيضا أنه قال سبحان من لا يعلم أحد كيف هو الا هو ليس كمثله شئ وهو السميع البصير لا يحد ويحس ولا تدركه الابصار ولا يحيط به شئ ولا هو جسم ولا صورة ولا بذي تخطيط ولا تحديد (اخبرني) شيخي أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الواسطي رحمه الله قال اخبرني أبو محمد التلعكبري عن أبي جعفر الكليني عن محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن حمزة ابن محمد قال له كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أسئله عن القول بالجسم والصورة فكتب إلي سبحان من ليس كمثله شئ لا جسم ولا صورة أنشدني عمار بن محمد الطبراني رحمه الله * لزينبا الرأس عيني إن كان جسما فما ينفك من عرض أو جوهر فبذي الأقطار موجود وكان متصلا بالشئ فهو به أو كان منفصلا فالكل محدود لا تطلبن إلى التكييف من سبب ان السبيل إلى التكييف مسدود * واستمسك الحبل حبل العقل تحظ به * فالعقل حبل إلى باريك ممدود * (نسخة كتاب معاوية بن أبي سفيان إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أما بعد فإن الهوى يضل من اتبعه والحرص يتعب الطالب المحروم و أحمد العاقبتين ما هدى إلى سبيل الرشاد ومن العجب العجيب ذام مادح وزاهد راغب ومتوكل حريص كلاما ضربته لك مثلا لتدبر حكمته بجميع الفهم ومباينه الهوى ومناصحة النفس فلعمري يا ابن أبي طالب لولا الرحم التي عطفتني عليك والسابقة لك التي سلفت لقد كان اختطفتك بعض عقبان أهل الشام فيصعد بك في الهواء ثم قذفك على دكادك شوامخ الابصار فألفيت كسحيق الفهر على حسن الصلابة لا يجد الذر فيك مرتعا ولقد عزمت عزمة من لا يعطفه رقة الانذار ان لم تباين ما قربت به أملك وطال له طلبك ولأوردنك موردا تستمر الندامة ان فسخ لك في الحياة
(١٩٩)