والامر والنهي والزجر وسقط معنى الوعيد ولم يكن على مسئ لأئمة ولا لمحسن محمده ولكان المحسن أولي باللائمة من المذنب والمذنب أولي بالاحسان من المحسن تلك مقالة عبدة الأوثان وخصماء الرحمن وقدرية هذه الأمة ومجوسها يا شيخ ان الله كلف تخييرا ونهى تحذيرا واعطى بالقليل كثيرا ولم يعص مغلوبا ولم يطع مكرها ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار (و) جاء في الحديث رواية أخرى ان الرجل قال له فما القضاء والقدر الذي ذكرته يا أمير المؤمنين فقال عليه السلام الامر بالطاعة والنهى المعصية والتمكين من فعل الحسنة وترك السيئة والمعونة على القربة إليه والخذلان لمن عصاه والوعد والوعيد والترغيب و الترهيب كل ذلك قضاء الله في أفعالنا وقدره لأعمالنا فاما غير ذلك فلا تظنه فإن الظن به محبط للأعمال فقال الرجل فرجت عنى يا أمير المؤمنين وأنشأ يقول * أنت الامام الذي نرجو بطاعته * النجاة من الرحمن غفرانا * أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا جزاك ربك عنا فيه احسانا * فليس معذرة في فعل فاحشة * قد كنت راكبها فسقا وعصيانا * لا لا ولا قائلا ناهيه أوقعه * فيها عبدت إذا يا قوم شيطانا * ولا أحب ولا شاء الفسوق ولا * قتل الولي له ظلما وعدوانا * (وذكر) ان الحجاج ابن يوسف الثقفي كتب إلى الحسن البصري والى واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وعامر الشعبي فقال لهم أخبروني بقولكم في القضاء والقدر فكتب إليه الحسن البصري ما اعرف فيه إلا ما قاله علي بن أبي طالب عليه السلام فإنه قال يا ابن آدم أزعمت ان الذي نهاك دهاك وإنما دهاك أسفلك وأعلاك وربك برئ من ذاك وكتب إليه واصل عطاء ما اعرف فيه إلا ما قاله علي بن أبي طالب عليه السلام فإنه قال ما تحمد الله عليه فإنه هو منه وما تستغفر الله عنه فهو منك وكتب إليه عمرو بن عبيد ما اعرف فيه إلا ما قاله علي بن أبي طالب عليه السلام فإنه قال (إن كان الرزق في الأصل محتوما فالوازر القصاص مظلوم وكتب إليه عامر الشعبي لا اعرف فيه إلا ما قاله علي بن أبي طالب عليه السلام) من وسع عليك الطريق لم يأخذ عليك المضيق فلما قرا الحجاج أجوبتهم قال قاتلهم الله لقد اخذوها من عين صافية (وجاء) في الحديث ان الحسن بن الحسن البصري كتب إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام من الحسن البصري إلى الحسن بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أما بعد فإنكم معاشر بني هاشم الفلك الجارية في اللجج الغامرة ومصابيح الدجى واعلام الهدى والأئمة القادة الذين من اتبعهم نجا والسفينة التي يؤول إليها المؤمنون وينجو فيها المتمسكون قد كثر يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله عندنا الكلام في القدر واختلافنا
(١٧٠)