كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ١٦٦
يموت خلط في اكله ومعلوم ان ليس منهما من يريد ذلك وإنما حسن الكلام به لما علم من عاقبة امرهما وهذا من أحد أقسام الفصاحة في كلام العرب وهو جواب صحيح في الآية (الوجه الثالث) ان يحمل الكلام في الآية على التقديم و التأخير ويكون تلخيصه إذا امرنا مترفي قرية بالطاعة فعصوا واستحقوا العقاب أردنا اهلاكهم والتقديم والتأخير أيضا مستعمل في كلام العرب وهو وجه حسن ويشهد به من القرآن قول الله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم) * المائدة ونحن نعلم أن الطهارة للصلاة إنما تجب أن تكون قبل القيام إلى الصلاة فاما من قرء امرنا بالتشديد فإنه لاغناء به عن أجوبتنا (فصل) من أمالي شيخنا المفيد رحمه الله روى أنه لما سار المأمون إلى خراسان كان معه الإمام الرضا علي بن موسى عليه السلام فبينا هما يتسايران إذ قال له المأمون يا أبا الحسن اني فكرت في شئ فسنح لي الفكر الصواب فيه فكرت في امرنا وامركم ونسبنا ونسبكم فوجدت الفضيلة فيه واحدة ورأيت اختلاف شيعتنا في ذلك محمولا على الهوى والعصبية فقال له أبو الحسن الرضا عليه السلام ان لهذا الكلام جوابا ان شئت ذكرته لك وان شئت أمسكت فقال له المأمون لم أقله إلا لاعلم ما عندك فيه قال الرضا عليه السلام أنشدك الله يا أمير المؤمنين لو أن الله تعالى بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وآله فخرج علينا من وراء اكمة من هذه الآكام فخطب إليك ابنتك لكنت مزوجه إياها فقال يا سبحان الله وهل أحد يرغب عن رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له الرضا عليه السلام افتراه كان يحل له ان يخطب ابنتي قال فسكت المأمون هنيئة ثم قال أنتم والله أمس برسول الله صلى الله عليه وآله رحما (وروى) انه لما حج الرشيد ونزل في المدينة اجتمع إليه بنو هاشم وبقايا المهاجرين والانصار ووجوه الناس وكان في الناس الإمام أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام فقال لهم الرشيد قوموا بنا إلى زيارة رسول الله صلى الله عليه وآله ثم نهض معتمدا على يد أبي الحسن موسى بن جعفر صلوات الله عليهما حتى انتهى إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فوقف عليه فقال السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا ابن عم افتخارا بذلك على قبائل العرب الذين حضروا معه واستطالة عليهم بالنسب قال فنزع أبو الحسن موسى عليه السلام يده من يده وقال السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبه قال فتغير وجه الرشيد ثم قال يا أبا الحسن ان هذا لهو الفخر (حدثني) القاضي السلمي أسد بن إبراهيم قال اخبرني العتكي عمر بن علي قال حدثني محمد بن إسحاق البغدادي قال حدثنا الكديمي قال حدثنا بشر بن مهران قال حدثنا شريك ابن شبيب عن عروة عن المستطيل بن حصين قال خطب
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»