كما نقول في المعرفة بالرسول صلى الله عليه وآله وطاعته انها معرفة بالله سبحانه قال الله عز وجل من يطع الرسول فقد أطاع الله وما تضمنه قول الحسين عليه السلام من تقدم المعرفة على العبادة غاية في البيان والتنبيه (وجاء في الحديث عن طريق العامة) عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال من مات وليس في عنقه بيعة الامام أوليس في عنقه عهد الامام مات ميتة جاهلية وروى كثير مهم انه عليه السلام قال من مات وهو لا يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية وهذان الخبران يطابقان المعنى في قول الله تعالى * (يوم ندعو كل أناس بامامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم ولا يظلمون فتيلا) * الاسراء فان قال الخصوم ان الامام ههنا هو الكتاب قيل لهم هذا انصراف عن ظاهر القرآن بغير حجة توجب ذلك ولا برهان لان ظاهر التلاوة يفيدان الامام في الحقيقة هو المقدم في الفعل والمطاع في الأمر والنهي وليس يوصف بهذا الكتاب إلا أن يكون على سبيل الاتساع والمجاز والمصير إلى الظاهر من حقيقة الكلام أولي إلا أن يدعو إلى الانصراف عنه والاضطرار وأيضا فإن أحد الخبرين يتضمن ذكر البيعة والعهد للامام ونحن نعلم أنه لا بيعة للكتاب في أعناق الناس ولا معنى لأن يكون له عهد في الرقاب نعلم أن قولكم في الامام انه الكتاب غير صواب فان قالوا ما تنكرون ان يكون الامام المذكور في الآية هو الرسول عليه السلام قيل لهم ان الرسول عليه السلام قد فارق الأمة بالوفاة وفي أحد الخبرين انه امام الزمان وهذا يقتضى انه حي ناطق موجود في الزمان فاما من مضى بالوفاة فليس يقال امام إلا على معنى وصفنا للكتاب بأنه امام ولو أن الامر كما ذكرناه لكان إبراهيم الخليل عليه السلام امام زماننا لأننا عاملون بشرعه متعبدون بدينه وهذا فاسد إلا على الاستعارة والمجاز وظاهر قول النبي صلى الله عليه وآله من مات وهو لا يعرف إما زمانه يدل على أن لكل زمان إماما في الحقيقة يصح ان يتوجه منه الامر ويلزم له الاتباع وهذا واضح لمن طلب الصواب ومن ذلك ما أجمع عليه أهل الاسلام من قول النبي عليه الصلاة والسلام اني مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فأخبر انه قد ترك في الناس من عترته من لا يفارق الكتاب وجوده وحكمه وانه لا يزال وجودهم مقرونا بوجوده وفي هذا دليل على أن الزمان لا يخلو من امام ومنه ما اشتهر بين الرواة من قوله في كل خلف من أمتي عدل من أهل بيتي ينفي عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وان أئمتكم وفودكم إلى الله فانظروا من توفدون في دينكم (فصل) حديث عن الإمام الرضا حدثنا الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمي قال حدثنا أبي قال حدثنا أحمد بن محمد بن صالح قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أيوب بن نوح قال قال الرضا عليه السلام سبعة أشياء بغير سبعة أشياء من الاستهزاء من استغفر
(١٥٢)