رسائل في الغيبة - الشيخ المفيد - ج ١ - الصفحة ٤
بمشاهدته ومعرفة مكانه أو الاتصال به.
2 - واعترض على الغيبة بأنه: ما هي المصلحة في مجرد معرفة الإمام مع عدم الاتصال به؟
وأجاب الشيخ المفيد بأن نفس معرفتنا بوجوده وإمامته وعصمته و فضله وكماله، تنفعنا بأن نكتسب بها الثواب والأجر، لامتثالنا لأمر الله بذلك، ونستدفع بذلك العقاب الذي توعدنا عليه بجهله ثم إن انتظارنا لظهوره عبادة نثاب عليها، ندفع بها عن أنفسنا العقاب.
ثم إنا نؤدي بهذه العقيدة واجبا إلهيا فرضه الله علينا.
3 - ثم فرض المخالف سؤالا حاصله: إذا كان الإمام غائبا ومكانه مجهولا فماذا يصنع المكلف وعلى ماذا يعتمد المبتلى بالحوادث الواقعة، إذا لم يعرف أحكامها؟!
وإلى من يرجع المتخاصمون؟!
وإنما المرجع في هذه الأمور إلى الإمام، وهو المنصوب لها!
وأجاب الشيخ المفيد:
أولا: أن هذا السؤال لا ربط له بموضوع البحث عن حديث " من مات... " بل هو سؤال جديد، وبحث مستأنف.
فأشار بهذا إلى مخالفة المعترض في تقديم هذا السؤال لقواعد البحث والمناظرة حيث أدخل سؤالا أجنبيا ضمن البحث، وقبل الفراغ عنه!
ومع ذلك، فقد أجاب الشيخ عن هذا السؤال بكل أدب وصبر.
وثانيا: إن واجبات الإمام - المنصوب لا جلها - كثيرة:
منها: الفصل بين المتنازعين.
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 » »»