الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٠٢
و معجزاته.
روي بالاسناد ان أبا بكر لقيه في سكة بني النجار في المدينة، وكان قد استخلف الناس أبا بكر فسلم أبو بكر عليه وصافحه وقال له: يا أبا الحسن عسى في نفسك شئ من استخلاف الناس إياي وما كان في السقيفة واكراهك على البيعة، والله ما كان ذلك بإرادتي إلا أن المسلمين اجتمعوا على أمر لم أكن أخالف عليه وفيه، لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (لن تجتمع أمتي على ضلال) فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): منهم الذين أطاعوا الله وأطاعوا رسوله بعهده وبعده واخذوا بهديه وأوفوا بما عاهدوا الله عليه، ولم يغيروا ولا بدلوا؟ قال أبو بكر:
والله يا علي لو شهد عندي من أثق به أنك أحق بهذا الأمر مني لسلمته إليك، رضي من رضي، وسخط من سخط، فقال له أمير المؤمنين منه السلام: بالله يا أبا بكر هل أنت بأحد أوثق منك برسول الله؟ قال أبو بكر: لا والله، قال له: فقد أخذ عليك بيعتي في أربع مواطن، وعلى جماعة معك فيهم عمر وعثمان: في يوم الدار، وفي بيعة الرضوان، وتحت الشجرة ويوم جلوسه في بيت أم سلمة وأنا عن يمينه أحضرك وعمر وعثمان وسلمان والمقداد وجندب وعمار وحذيفة وأبو الهيثم مالك بن التيهان وأبو الطفيل عامر بن واثلة حتى امتلأ منهم البيت وحضر بريدة الأسلمي فجلس على عتبة الباب فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): قم يا أبا بكر فسلم على علي بإمرة المؤمنين وبايع له فما أجزاك إلا أن القول مني فقلت أقوم يا رسول الله عن امر الله وأمرك وأبايع عليا وأسلم عليه بإمرة المؤمنين؟ فقال: نعم، قم يا أبا بكر، فقمت فبايعتني وسلمت علي بإمرة المؤمنين كما أمرك، وجلست، ثم قال: قم يا عمر، فأعاد القول كما أعدته أنت فقال: يا رسول الله أسلم على علي بإمرة المؤمنين قال: نعم، قم فبايعه، وسلم عليه بإمرة المؤمنين فقام و بايعني وسلم علي بإمرة المؤمنين وجلس.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست