الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٠٧
أتزعم باطلا ما قال هذا * وافكا من زخاريف الكلام الا من مبلغ الرحمن عني * بأني تارك شهر الصيام إذا ما الرأس فارق منكبيه * وليس بذاك يقطع للطعام فقل لله يمنعني شرابي * وقل لله يمنعني طعامي فسمعوك تهجو محمدا في دارك، فهجموا عليك في دارك، فوجدوك وقعب الخمر في يدك وأنت تكرعها، فقالوا لك: يا عدو الله خالفت الله وخالفت رسوله وحملوك كهيئتك إلى مجمع الناس، بباب رسول الله وقصوا قصتك، وأعادوا شعرك، فدنوت منك وقلت في صحيح الناس، عليك قل: انك شربتها ليلا فثملتها نهارا، فزال عقلك فأتيت ما اتيته زيادا، ولا علم لك بذلك فعسى أن يدرأ عنك الحد.
وخرج محمد فنظر إليك فقال: استنطقوه فقالوا: رأيناه ثملا يا رسول الله لا يعقل، فقال: ويحك، والخمر تزيل العقول تعلمون هذا من أنفسكم، وأنتم تشربونها، فقلنا: نعم يا رسول الله وقد قال فيها قائد الشعراء امرؤ القيس ابن حجر الكندي:
شربت الإثم حتى زال عقلي * كذاك الإثم تذهب بالعقول فقال: والإثم من أسماء الخمرة، فقلنا: نعم يا رسول الله، فقال:
أنظروه إلى افاقته من سكرته، فأمهلك حتى أريتهم أنك قد صحوت فسألك محمدا فأخبرته بما أوعزته إليك من شربك لها بالليل وكانت حلالا في سائر الشرائع والملل وفي شريعة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء تحريمها من أجلك من سبب سكرتك فما بالك اليوم تؤمن بمحمد وما جاء به، وهو عندنا ساحر كذاب.
فقال: ويحك يا أبا حفص لا شك عندي فيما قصصته علي فأخرج إلى علي، فاصرفه عن المنبر.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست