الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٠٥
وهل يعفو الله عني إذا سلمت هذا الأمر إلى أمير المؤمنين؟ فقال: نعم يا أبا بكر وأنا الضامن لك على الله ذلك إن وفيت.
قال: وغاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فثبت أبو بكر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال الله الله سر معي حتى أعلو المنبر فأقص على الناس ما شاهدت وما رأيت من أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وما قال لي، وما قلت له، وما امرني وأخلع نفسي من هذا الأمر، وأسلمه إليك.
قال أمير المؤمنين: أنا معك يا أبا بكر إن تركك شيطانك، قال أبو بكر: إن لم يتركني تركته وعصيته، فقال أمير المؤمنين: تطيعه ولا تعصيه، والله ما أردت الا تأكيد الحجة عليك فأخذ بيده وخرجا من مسجد قبا يريدان مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والمنبر وأبو بكر يخفق بعضه بعضا يتلون ألوانا والناس ينظرون إليه ولا يدرون بالذي كان منه حتى لقيه عمر، فقال له: يا خليفة رسول الله ما شأنك؟
وما الذي دهاك؟ فقال: خل عني يا عمر فوالله لا سمعت لك قولا، فقال: وأين تريد يا خليفة رسول الله؟ فقال أبو بكر: أريد المنبر، فقال له عمر: انه ليس وقت صلاة ولا منبر، فقال: خل عني فلا حاجة لي في كلامك، فقال له عمر: يا خليفة رسول الله، فما تدخل قبل المسجد منزلك فتسبغ الوضوء؟ فقال له أبو بكر: بلى، ثم التفت إلى أمير المؤمنين فقال: يا أبا الحسن اجلس إلى جانب المنبر حتى أخرج إليك فتبسم أمير المؤمنين، ثم قال: يا أبا بكر قد قلت لك إن شيطانك لا يدعك ويردك.
وسعى أمير المؤمنين (عليه السلام) وجلس بجانب المنبر ودخل أبو بكر منزله وعمر معه فقال له: يا خليفة رسول الله لم لا تعرفني امرك وتحدثني بما دهاك؟
فقال أبو بكر: ويحك يا عمر، رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست