طفل صغير من عدو الله وعدوه النمرود في عهده فوضعته أمه بين ثلاث أشجار شاطئ نهر يدفق يقال له حوران وهو بين غروب الشمس وإقبال الليل فلما وضعته أمه واستقر على وجه الأرض فقام من تحتها فمسح رأسه ووجهه وسائر بدنه وهو يكثر من الشهادة لله بالوحدانية ثم اخذ ثوبا فاتشح به وأمه ترى ما يفعل فرعبت منه رعبا شديدا فهرول من بين يديها مادا عينه إلى السماء فكان منه ما قال الله (عز وجل): (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي) وقصة الشمس والقمر إلى قوله: وما انا من المشركين).
وعلمتم ان موسى بن عمران (عليه السلام) كان فرعون في طلبه يبقر بطون النساء الحوامل ويذبح الأطفال لقتل موسى (عليه السلام) فلما ولدته أمه أوحى إليها أن يأخذوه من تحتها فتقذفه وتلقيه في التابوت وتقذفه في اليم فبقيت حيرانة حتى كلمها موسى وقال لها يا أم اقذفيني في التابوت فقالت له هي من كلامه يا بني اني أخاف عليك من الغرق فقال لها: لا تخافي ان الله رادني إليك ففعلت ذلك فبقي التابوت في اليم إلى أن ألقاه إلى الساحل ورد إلى أمه وهو برهة لا يطعم طعاما ولا يشرب شرابا معصوما وروي ان المدة كانت سبعين يوما وروي انها كانت تسعة اشهر وقال الله تعالى في حال طفوليته: (ولتصنع على عيني إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه) الآية.
وهذا عيسى بن مريم (عليه السلام) قال الله تعالى: (فناداها من تحتها الا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا) إلى آخر الآية.
فكلم أمه وقت مولده فقال لها: (كلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي اني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم انسيا).
وقال: (فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني