جعفر: رسلك أتت بي إليك وما جئتك والله الا مغسلا محنطا مكفنا قال له جدي: حاش لله أن يكون كما تقول ما كنت لاقطع رحم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيك فارجع راشدا فخرج جعفر وألقوا البزغز على الأرض مكتفين حتى خرج جعفر قاموا كالسكارى وقالوا لترجمانهم: لا جزاك الله خيرا تقول يدخل عليكم عدو الملك وحده فاقتلوه فيدخل علينا إمامنا ومن يكفلنا في ليلنا ونهارنا ويدبرنا كما يدبر الرجل ولده فقال جدي المنصور للترجمان ما يقولون فأعاد عليه قولهم فقال: أخرجهم عني فلا حاجة لي فيهم وسيرهم من تحت ليلتهم قال إبراهيم بن شكلة لعنه الله:
ما سمعت من أبيك باقي الحديث الذي سمعته منك قال له الرشيد: أليس أبي المهدي قال: باقي الحديث قال إبراهيم: يا أمير المؤمنين ما قال لك قال: قالت أمي حدثها ياسر الخادم لأنه كان حاضرا ذلك قال له إبراهيم قد كانت أمك أقرب إليه من أمي وكان ياسر الخادم يلقي إليها سر جدك المنصور قال الرشيد ولكنني سأفعل فعلا إن تم لم يبق غيره في موسى ثم كتب إلى عماله في الأطراف ان التمس لي قوما غتما لا دين لهم ولا يعرفون لهم ربا ولا رسولا فأقدم عليه منهم طائفة فنظر عماله فلم يجدوا أحدا بهذه الصفة الا قوما من وراء بحر الترك يقال لهم: العبدة راسلوهم وحملوا إليهم ولطفوا بهم وآمنوهم إلى أن أقدموا منهم على الرشيد خمسين رجلا قال أحمد بن علي البزاز: فلما قدموا نزلوا في حجر دار الرشيد وحمل إليهم من الكسوة الحلي والمال والجوهر والطيب والجواري والخدم وما يجد ذكره قولا لترجمانهم: قل لهم من ربكم فقالوا لا نعرف لنا ربا ولا ندري ما هذه الكلمة قال لهم من انا قالوا له قل انك ما شئت حتى نقول انك هو فقال لترجمانهم: أليس قد رأيتم ما فعلت بكم منذ قدمتم قالوا: بلى قال: فانا أقدر أجمعكم وأفرقكم وأجيعكم وأعريكم وأقتلكم وأحرقكم بالنار قالوا له لا ندري ما تقول الا انا نطيعك ولو في قتل أنفسنا وكان الرشيد قد صور لهم صورة موسى (صلوات الله عليه) فامر الرشيد