فإنه حاج قومه وملتمس معرفتي وإذا أحب ان يدخل علي فافعل ما أمرتك به قال شعيب: فوالله لقد ركبت وسرت قليلا فإذا انا بالرجل قد اقبل بتلك العلامات فقلت: هذا والله الرجل الذي وصفه سيدي فلما دنا مني أراد كلامي فقلت له يا يعقوب فنظر إلي وقال: ما أعلمك باسمي فقلت له وصفك لي وسماك من قصدت معرته فقال: أريد ان أسألك عن صاحبك فقلت له: عن أي أصحابي تسأل قال عن أبي الحسن موسى (صلوات الله عليه) فقلت له ومن أين أنت قال لي من أهل بلد المغرب قلت كذا اخبرني سيدي فمن أين عرفتني قال لي: فما اسمك فلم أقل له فقال لي:
يا هذا الرجل اتاني آت في منامي، فقال ألق شعيب فاسأله عن جميع ما تحتاج إليه فإنه يخبرك قلت له: وانا شعيب والذي امرك في منامك وسماني هو الذي سماك لي ووصفك فحمد الله وشكره، وقال هو صاحبنا أبو الحسن موسى (عليه السلام) فقلت له هو لا غير وخرجنا إلى الطواف فطفنا فقال لي أريد أن تدخلني عليه فقلت تجلس مكانك حتى افرغ من طوافي وأجيبك إن شاء الله تعالى فطفت ثم اتيته فكلمته فإذا به رجل عاقل فأخذت بيده فأدخلته على أبي الحسن موسى (عليه السلام) فلما نظر إليه قال له: يا يعقوب قدمت أمس ووقع بينك وبين أخي خلف في موضع كذا وكذا حتى شتم بعضكم بعضا وليس هذا ديني ولا دين آبائي ولا نأمر بهذا أحدا من الناس فاتق الله وحده لا شريك له فإنكما ستفرقان بالموت اما ان أخاك سيموت في سفره قبل ان يصل إلى أهله وستندم أنت على ما كان بينكما فإنكما تقاطعتما فبتر الله اعماركما قال له يعقوب جعلت فداءك متى أجلي قال له: اما اجلك فإنه كان قد حضر وبتر حتى أوصلت عمتك بما أوصلتها في المنزل الذي نزلتموه بعد المنزل الذي اختصمت أنت وأخوك فيه فزاد الله في عمرك عشرين سنة قال شعيب: فلقيت الرجل بعينه من قابل في الحج فقلت له ما كان من خبر أخيك فقال مات والله في الطريق قبل ان يصل إلى أهله وندمت على ما كان بيني وبينه وقد علمت أن أجلي على ما