الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٢٣٢
وجل امتحنك بمعرفتنا وبحقوق اخوانك المؤمنين فتنفس صعدا ونظرت إليه وقد تحول شعر رأسه ولحيته بياضا من شدة ما داخله من الأسف والحزن وخرج وهو يبكي ويقول أتوب إلى الله يا ابن بنت رسول الله مما كان مني من التقصير في رعاية حقوق إخواني المؤمنين تالله اني كنت في ضلال مبين قبل يومي هذا وجعل يبكي بكاء شديدا حتى غاب عن بصري قال جابر: فقلت يا ابن رسول الله فما حال جابر، فيما ينفقه على أهله وولده وهم لا يعرفون الحق وشفقتي عليهم أكثر من شفقتي على إخواني وأنا منهم، قال معاذ الله ما أنت منهم ولا هم منك إذا كانوا لا يعرفون هذا، قال جابر: قلت سيدي ومولاي قد ابتليت بهم قال: والله ما ابتليت بهم الا بتركك بر اخوانك وتضييعك لحقوقهم، قلت سيدي ومولاي فاخواني إذا قليل على حسب ما وصفت قال: ذلك أوكد للحجة عليك من حق المؤمنين فمن كان مقصرا فليس يلزمك حقه ومن كان بالغا فهو أخوك لأبيك وأمك ترثه ويرثك وليس شئ أحق من حق أخيك المؤمن يا جابر فقلت وللقصرة قال: عرفهم الشئ بعد الشئ وأرفعهم من الدرجة إلى الدرجة فان يرد الله بهم خيرا ارشدهم إلى هذا الامر ومن لم يرد به خيرا نكبه في معرفته ومن أرشدته فقد أحييته ومن أحيى ميتا فكأنما أحيى الناس جميعا وإياك يا جابر ان تطلع على سر الله مقصرا حتى تعلم أنه قد استبصر قال الله تعالى: (فان أنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها اسرافا وبدارا) يعني إذا بلغوا التفويض قلت: يا ابن بنت رسول الله فكيف صار الامر مكتوما قال: يا جابر ان الله أحب ان يعبد سرا ذنب محمد وعلي.
وعنه عن أبي الطيب الصابوني، عن هارون بن إسحاق المدني، عن الحكم بن أبان بن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف الثقفي لعنه الله وهو بالمدينة ان اشتري لي درع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسيفه،
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 237 238 ... » »»
الفهرست