علي بن الحسين وقد صلى فتكلم بكلام خفي لم يفهم منه ثم قال: أسألك أيها الحجر بحرمة الله وحرمة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) وحرمة أمير المؤمنين وحرمة فاطمة وحرمة الحسن وحرمة الحسين (صلوات الله عليهم أجمعين) إن كنت تعلم أني الحجة على عمي محمد بن الحنفية وعلى الخلق أجمعين من أهل السماوات والأرضين الا نطقت بذلك وبينته لنا وللناس كلهم فنطق الحجر بلسان عربي مبين يقول: يا محمد بن أمير المؤمنين اسمع واطع لعلي بن الحسين فإنه حجة الله عليك وعلى جميع خلقه من الأولين والآخرين من أهل السماوات والأرضين فقال محمد بن الحنفية: اللهم إني أشهد أني قد سمعت وأطعت وسلمت هذا الامر إلى إمامي وحجتي وحجة الله علي وعلى خلقك علي بن الحسين (صلوات الله عليهما) فآمن به أكثر الشيعة التي قالت محمد بن الحنفية امام وأقام عليه قوم غلبت عليهم شقوتهم واستحوذ عليهم الشيطان ما كان محمد بن الحنفية اظهر ما أظهره الا ليضبط الشيعة في وقت قتل الحسين (عليه السلام) لئلا يشكوا ويرجعوا فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
وعنه عن علي ابن الطيب الصابوني عن محمد بن علي عن علي بن الحسين عن أبيه عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول كان أبو خالد الكابلي ومحمد بن الحنفية دهرا وما كان يشك الا انه الامام حتى أتاه ذات يوم فقال له: جعلت فداك ان لي حرمة ومودة وانقطاع إليك فأسألك بحرمة الله وحرمة رسوله وحرمة أمير المؤمنين ألا أخبرتني أنت الامام الذي فرض الله طاعتك على خلقه، فقال لي: يا أبا خالد حلفتني اعلم أن الإمام علي وعليك وعلى جميع الخلق، علي بن الحسين (صلوات الله عليه) فاقبل أبو خالد لما سمع مقالة ابن الحنفية إلى الإمام زين العابدين (صلوات الله عليه) فاستأذن عليه فأخبره أن أبا خالد في الباب، فاذن له فلما دخل عليه قال: مرحبا بك يا كنكر أما كنت منا فما بدا لك فخر أبو خالد ساجدا شاكرا لله تعالى لما سمع من الإمام زين العابدين