دم عبيط فحسبوا الأيام فإذا الحسين قتل في ذلك اليوم.
وعنه عن الحسين بن محمد بن جمهور عن محمد بن علي عن علي بن الحسن عن علي بن محمد عن عاصم الخياط عن أبي حمزة الثمالي قال:
سمعت عليا بن الحسين (عليهما السلام) يقول لما كان اليوم الذي استشهد فيه أبو عبد الله (عليه السلام) جمع أهله وأصحابه في ليلة ذلك اليوم فقال لهم: يا أهلي وشيعتي اتخذوا هذا الليل جملا لكم وانجوا بأنفسكم فليس المطلوب غيري ولو قتلوني ما فكروا فيكم فانجوا بأنفسكم رحمكم الله فأنتم في حل وسعة من بيعتي وعهد الله الذي عاهدتموني فقالوا اخوته وأهله وأنصاره بلسان واحد والله يا سيدنا أبا عبد الله لا تركناك أبدا أيش يقول الناس تركوا امامهم وسيدهم وكبيرهم وحده حتى قتل ونبلوا بيننا وبين الله عذرا وحاش لله أن يكون ذلك أبدا أو نقتل دونك فقال (عليه السلام) يا قوم فإني غدا أقتل وتقتلون كلكم حتى لا يبقى منكم أحد فقالوا الحمد لله الذي أكرمنا بنصرتك وشرفنا بالقتل معك أولا ترضى ان نكون معك في درجتك يا ابن بنت رسول الله فقال لهم خيرا ودعا لهم بخير فأصبح وقتل وقتلوا معه أجمعين فقال له القاسم ابن أخي الحسن يا عم وأنا اقتل فاشفق عليه ثم قال: يا ابن أخي كيف الموت عندك قال: يا عم أحلى من العسل قال أي والله فذلك أحلى لا أحد يقتل من الرجال معي ان تبلو بلاء عظيما وابني عبد الله إذا خفت عطشا قال يا عم ويصلون إلى النساء حتى يقتل عبد الله وهو رضيع فقال فداك عمك يقتل عبد الله إذا خفت عطشا روحي وصرت إلى خيامنا فطلبت ما أوليناه فلا أجد فأقول ناولني عبد الله اشرب من فيه أندى لهواني فيعطوني إياه فأحمله على يدي فأدنى فاه من في فيرميه فاسق منهم لعنه الله بسهم فيخره وهو يناغي فيفيض دمه في كفي فارفعه إلى السماء وأقول اللهم صبرا واحتسابا فيك فتلحقني الأسنة منهم والنار تحرق وتسعر في الخندق الذي في ظهر الخيم فأكر عليهم في آخر أوقات بقائي في دار الدنيا فيكون ما يريد الله فبكى وبكينا وارتفع البكاء