فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله أن يكلمهم / 80 / أ / بدره أبو لهب فقال: لهد ما سحركم صاحبكم (1) فتفرقوا ولم يكلمهم رسول الله.
فلما كان من الغد قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أعد لي مثل الذي صنعت بالأمس من الطعام والشراب فإن هذا قد بدرني إلى ما سمعت قبل أن أكلم القوم. ففعلت ثم جمعتهم له فصنع كما صنع بالأمس فأكلوا حتى نهلوا عنه وسقيتهم فشربوا حتى نهلوا من ذلك القعب وأيم الله إن كان الرجل ليأكل مثلها ويشرب مثله! ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا من العرب أتى قومه بأفضل مما جئتكم به إني قد جئتكم بأمر الدنيا والآخرة فأيكم يكون وزيري على أمري هذا على أن يكون أخي ووليي؟ فأحجم القوم عنه فقلت: - وإني لأحدثهم سنا وأحمشهم ساقا وأعظمهم بطنا وأرمصهم عينا -: أنا يا رسول الله أكون وزيرك على ذلك. فأخذ النبي بعنقي ثم قال: إن هذا أخي فاسمعوا له وأطيعوا.
فقام القوم يتضاحكون بينهم ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع له وتطيع!!!