نناكحهم ولا نتابعهم ولا نجالسهم ولا ندخل عليهم ولا نأذن لهم في بيوتنا ففعلوا.
فبلغ ذلك عبد الله بن سلام وأصحابه فأتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند الظهر فدخلوا عليه فقالوا: يا رسول الله (إن) بيوتنا قاصية ولا نجد متحدثا دون هذا المسجد وإن قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركناهم ودينهم اظهروا لنا العداوة وأقسموا (أن) لا يناكحونا ولا يؤاكلونا ولا يشاربونا ولا يجالسونا ولا يدخلوا علينا ولا ندخل عليهم ولا يخالطونا في شئ ولا يكلمونا فشق ذلك علينا فلا نستطيع نجالس الأصحاب لبعد المنازل فبينما هم يشكون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما هم فيه إذ نزل عليه: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) إلى آخر الآية قال:
فتلاها رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: قد رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين قال: واذن بلال بالصلاة فخرج رسول الله صلى الله عليه / 37 / ب / وآله وسلم والناس في المسجد يصلون بين قائم في الصلاة وراكع وساجد فإذا هو بمسكين يطوف يسأل الناس فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم. قال: ماذا؟ قال: خاتم فضة. قال: من أعطاكه؟ قال: ذلك الرجل القائم. فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا هو علي فقال: على اي حال أعطاكه؟ قال: أعطاني وهو راكع. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله عند ذلك: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) إلى آخر الآية: " 55 / المائدة: 5).