قدام الأخرى فتمسكوا بهما لا تضلوا ولا تولوا. لا تقدموهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم.
ولقد أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر وعمر - وهما سابعا سبعة - أن يسلموا على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين.
ولعمري لئن جاز لنا - يا أخا عبد القيس (1) - أن نستغفر لعثمان وطلحة والزبير - وقد بلغ من حدثهم ما قد ظهر لنا - إنه ليسعنا أن نستغفر لهما.
فأما طلحة والزبير، فإنهما بايعا عليا عليه السلام - وأنا شاهد - طائعين غير مكرهين. ثم نكثا بيعتهما وسفكا الدماء التي قد حرم الله رغبة في الدنيا وحرصا على الملك، وليس ذنب بعد الشرك بالله أعظم من سفك الدماء التي حرم الله.
وأما عثمان فأدنى السفهاء وباعد الأتقياء وآوى طريد رسول الله صلى الله عليه وآله وسير أولياء الله أبا ذر وقوما صالحين وجعل المال دولة بين الأغنياء وحكم بغير ما أنزل الله، وكانت أحداثه أكثر وأعظم من أن تحصى، وأعظمهما تحريق كتاب الله، وأفظعها صلاته بمنى أربعا خلافا على رسول الله صلى الله عليه وآله. (2)