خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٢ - الصفحة ٨٣
ينتظر وما بدلوا تبديلا ") (1).
وكان مدة حياتهما إذا اتفق سبق أحدهما إلى المسجد وجاء الآخر يقتدى به في الصلاة بل كان منهما إذا صنف شيئا " عرضه على الآخر ليراجعه فيتفقان فيه على ما يوجب التحرير، وكذا إذا رجح أحدهما مسألة وسئل عنها الآخر يقول: ارجعوا إليه فقد كفاني مؤنتها (2).
قال في الدر: بلغ من التقى والورع أقصاهما، ومن الزهد والعبادة منتهاهما، ومن الفضل والكمال ذروتها وأسناهما، وكان لا يجوز قوت أكثر من أسبوع أو شهر - الشك منى فيما نقلته عن الثقات - لأجل القرب إلى مساواة الفقراء والبعد عن التشبه بالأغنياء.
قال: وسمعت من بعض مشايخنا وغيرهم، أنه لما حج كان يقول لأصحابه: نرجوا من الله سبحانه أن نرى صاحب الأمر عليه السلام فإنه يحج في كل سنة فلما وقف بعرفة أمر أصحابه أن يخرجوا من الخيمة ليتفرغ لأدية عرفة ويجلسوا خارجها مشغولين بالدعاء، فبينما هو جالس إذ دخل عليه رجل لا يعرفه فسلم وجلس، قال: فبهت منه ولم أقدر على الكلام، فكلمني بكلام نقل لي ولا يحضرني الآن - وقام، فلما قام وخرج الخطر ببالي ما كانت رجوته وقمت مسرعا " فلم أره، وسألت أصحابي، قالوا: ما رأينا أحدا " دخل عليك، وهذا معنى ما سمعته (3).
وقال المحدث الجزائري في الأنوار النعمانية: وقد حدثني أوثق مشايخي أن السيد الجليل محمد - صاحب المدارك - والشيخ المحقق الشيخ الحسن -

(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»