خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٢ - الصفحة ٤٤٠
فمن ذلك ما ذكره في كتاب أمان الأخطار ما لفظه: إن بعض الجوار والعيال جاؤوني ليلة وهم منزعجون، وكنت إذ ذاك مجاورا " بعيالي لمولانا علي عليه السلام فقالوا: قد رأينا مسلخ الحمام تطوى الحصر الذي كان فيه وتنشر، وما نبصر من يفعل ذلك، فحضرت عند باب المسلخ، وقلت: سلام عليكم، قد بلغني عنكم ما قد فعلتم، ونحن جيران مولانا علي عليه السلام وأولاده وضيفانه، وما أسأنا مجاورتكم، فلا تكدروا علينا مجاورته، ومتى فعلتم شيئا " من ذلك شكوناكم إليه. فلم نعرف منهم تعرضا " لمسلخ الحمام بعد ذلك أبدا ".
ومن ذلك ما فيه قال: إن ابنتي الحافظة الكاتبة شرف الأشراف، كمل الله تعالى لها تحف الألطاف، عرفتني أنها تسمع سلاما " عليها ممن لا تراه، فوقفت في الموضع فقلت: سلام عليكم أيها الروحانيون، فقد عرفتني ابنتي شرف الأشراف بالتعرض لها بالسلام، وهذا الانعام مكدر علينا، ونحن نخاف منه أن ينفر بعض العيال منه، ونسأل أن لا تتعرضوا لنا بشئ من المكدرات، وتكونوا معنا على جميل العادات. فلم يتعرض لها أحد بعد ذلك بكلام جميل.
ومن ذلك ما فيه قال: وكنت مرة قد توجهت من بغداد إلى الحلة على طريق المدائن، فلما حصلنا في موضع بعيد من القرايا جاءت الغيوم والرعود، واستوى الغمام والمطر، وعجزنا عن احتماله، فألهمني الله جل جلاله أن أقول: يا من يمسك السماوات والأرض أن تزولا، أمسك عنا مطره وخطره وكدره وضرره بقدرتك القاهرة، وقوتك الباهرة. وكررت ذلك وأمثاله كثيرا "، وهو متماسك بالله

قال: ويضعف من هذه الأخبار ترجيحا " عل الآخر تركت ذكره حذرا " من اعتبار المرجوح مع إن هذا الترجيح مما أجمع الأصحاب على جوازه وخروجه عن المنهي عنه.. إلى غير ذلك من المقامات إلي يظهر منها نهاية ورعه واحتياطه في أمور الدين.
لمحرره يحيى بن محمد شفيع الأصفهاني عفى الله عنهما.
(٤٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 ... » »»