خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٢ - الصفحة ٢٧٠
انتهى.
قلت: في كثير من الإجازات توصيف المولى المذكور بالشهيد الثالث، إلا أنه مع ذلك لم يستقر الاصطلاح إلا فيهما، وما ذلك إلا لما ذكرناه، مع أن المولى المذكور من أعلام العلماء، وفضل القاضي وترويجه المذهب غير خفي على أحد، وقد قتلا " قتلا " فظيعا ".
أما الأول (1)، ففي الرياض بعد توصيفه بالعالم الفاضل المتكلم الفقيه الجامع، وأنه أقام برهة من الزمان في المشهد الرضوي، واشتغل بالإفادة والهداية، وإرشاد الخلائق، وترويج الشريعة الغراء، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وكان يعظ الناس به في بعض الجمعات يجتمع إليه خلق كثير، وهدى به جماعة غفيرة، وكانت أطواره محمودة عند الأكابر والأصاغر، وكان يناصح السلطان شاه عباس الماضي الصفوي في أكثر أوقات إقامة السلطان بتلك الروضة المقدسة في أوائل جلوسه، وكان مكرما " عنده إلى أن غلبت الطائفة الأوزبكية على ذلك المشهد، سنة سبع وتسعين وتسعمائة، فاخذوا المولى الجليل المذكور فذهبوا به إلى عبد المؤمن خان وقالوا: هذا رئيس الرافضة فأمنه الخان المذكور، وأرسله إلى والده عبد الله خان ببخارى، وبعد ما وصل إلى بخارى باحث مع علماء بخارى في المذهب فعجزوا عن معارضته، وقالوا لعبد الله خان: إنه ليس لكم شك في حقية مذهبكم، فما الباعث على مباحثة هذا الرجل؟! ولا بد أن يقتل من كان مخالفا " لمذهبنا!! ويجتنب عن مباحثته لئلا يصير باعثا " على إخلال العوام! وقيل: إنه ادعى أنه شافعي فلم ينفع، وقالوا:
إنه قال ذلك تقية، وإلا فهو رافضي، فاستشهد بتعصب الحنفية وقتلوه بالخنجر والألماس ونحوهما، ولم يكتفوا بذلك، بل أحرقوا جسده الشريف في ميدان

(1) المقصود هنا: المولى عبد الله الخراساني.
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»