خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٢ - الصفحة ١٢٨
منها: الحكايات الثلاث التي لم يتفق لأحد قبله بهذه الكيفية والخصوصية والوضوح.
ومنها: أنه بعدما هاجر إلى الحلة واستقر فيها، وشرع في هداية الناس وإيضاح الحق وإبطال الباطل، صار ببركة دعوته من داخل الحلة وأطرافها من طوائف الأعراب قريبا " من مائة ألف نفس شيعيا " إماميا " مخلصا "، مواليا " لأولياء الله ومعاديا " لأعداء الله، بل حدثني - طاب ثراه - أنه لما ورد الحلة لم يكن في الذين يدعون التشيع من علائم الإمامية وشعارهم إلا حمل موتاهم إلى النجف الأشرف، ولا يعرفون من أحكامهم شيئا " حتى البراءة من أعداء الله، وصاروا بهدايته صلحاء أبرارا " أتقياء علماء، وهذه منقبة أختص بها بين من تقدم عليه أو تأخر.
، ومنها. الكمالات النفسانية من الصبر والتقوى، وتحمل أعباء العبادة، وسكون النفس، والاشتغال بذكر الله تعالى، وكان رحمه الله لا يسأل في بيته عن أحد من أهله وأولاده وخدمه ما يحتاج إليه من الغذاء والعشاء والقهوة والقليان وغيرها، ولا يأمرهم بشئ منها، ولولا التفاتهم ومواظبتهم لمر عليه اليوم والليلة من غير أن يتناول شيئا " منها، مع ما كان عليه من التمكن والثروة والسلطنة الظاهرة، وكان كجده الأكرم صلى الله عليه وآله يجيب الدعوة ولكن يحمل معه (1) كتبا " فيقعد في ناحية ويشتغل بالتصنيف، ولا علم له بما فيه أهل المجلس، ولا يخوض معهم في حديثهم، إلا أن يسأل عن أمر ديني فيجيبهم.
وكان دأبه في شهر الصيام أن يصلي [المغرب] (2) بالناس في المسجد،

(1) في الحجرية: له، وما أثبتناه من المصدر.
(2) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 131 132 133 134 ... » »»