وسائل الشيعة (الإسلامية) - الحر العاملي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٤٥
عليه السلام، وكان ثقة، قاله النجاشي والعلامة، روي الكشي مدحه.
710 - عبد الله بن النجاشي أبو بجير الأسدي النصري، يروي عن أبي عبد الله عليه السلام رسالة منه إليه، قاله النجاشي، وروى الكشي ما يتضمن مدحه وذكره العلامة.
(٧١٠) النجاشي ١٤٧ خلاصة الرجال ٥٣ جامع الرواة ج ١ ص ٥١٤ الكشي ٢٩١ وفيه: قال أبو عمرو الكشي: حدثني محمد بن الحسن قال: حدثني الحسن بن خرزاذ، عن موسى بن القاسم البجلي، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن عمار السجستاني قال: زاملت أبا بجير عبد الله بن النجاشي من سجستان إلى مكة، وكان رأى الزيدية، فلما صرنا إلى المدينة مضيت أنا إلى أبي عبد الله عليه السلام ومضى هو إلى عبد الله بن الحسن، فلما انصرف رأيته منكسرا يتقلب على فراشه ويتأوه، قلت: مالك أبا بجير؟ فقال: استأذن على صاحبك إذا أصبحت إن شاء الله، فلما أصبحنا دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت: هذا عبد الله بن النجاشي سألني أن أستأذن له عليك وهو يرى رأي الزيدية فقال: ائذن له، فلما دخل عليه قربه أبو عبد الله عليه السلام فقال له أبو بجير: جعلت فداك اني لم أزل مقرا بفضلكم أرى الحق فيكم لا لغيركم، واني قتلت ثلاثة عشر رجلا من الخوارج كلهم سمعتهم يتبرأ من علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: سألت عن هذه المسألة أحدا غيري؟
فقال: نعم، سألت عنها عبد الله بن الحسن فلم يكن عنده فيها جواب وعظم عليه وقال لي:
أنت مأخوذ في الدنيا والآخرة، فقلت: أصلحك الله فعلى ماذا عادتنا الناس في علي؟ فقال له أبو عبد الله عليه السلام: وكيف قتلتهم يا أبا بجير؟ فقال: منهم من كنت أصعد سطحه بسلم حتى اقتله، ومنهم من دعوته بالليل على بابه فإذا خرج علي قتلته، ومنهم من كنت أصحبه في الطريق فإذا خلا لي قتلته وقد استتر ذلك كله علي، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا بجير لو كنت قتلتهم بأمر الإمام لم يكن عليك شئ ولكنك سبقت الامام فعليك ثلاثة عشر شاة تذبحها بمنى ولتصدق بلحمها لسبقك الامام وليس عليك غير ذلك: ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا بجير أخبرني حين أصابك الميزاب وعليك الصدرة من فراء فدخلت النهر فخرجت ومعك الصبيان يعيطون بك أي شئ صبرك على هذا؟ قال عمار: فالتفت إلى أبو بجير وقال لي، أي شئ كان هذا من الحديث حتى تحدثه أبا عبد الله عليه السلام؟ فقلت: لا والله ما ذكرت له ولا لغيره، وهذا هو يسمع كلامي، فقال أبو عبد الله عليه السلام: لم يخبرني بشئ يا أبا بجير فلما خرجنا من عنده قال لي أبو بجير: يا عمار أشهد أن هذا عالم آل محمد، وأن الذي كنت عليه باطل وأن هذا صاحب الأمر.
أقول: هذا هو الذي كتب إليه أبو عبد الله الصادق عليه السلام رسالة جامعة طويله رواها الشهيد الثاني - ره - في رسالة الغيبة ورواها العلامة الأنصاري في كتابه: مكاسب المحرمة وذكرتها في تعاليقي لمعادن الحكمة في مكاتيب الأئمة عليهم السلام للعلامة علم الهدى محمد ابن العلامة المحدث الفيض - ره - وقد طبعت في تلك الأيام في مطبعة الاسلامية في طهران على نفقة الزعيم الديني والعلمي العلامة الحجة آية الله النجفي المرعشي مد ظله وكانت نسخته المخطوطة مخصوصة لمكتبته ونفقة الأخ الأعز والصديق المعظم حجة الاسلام ومبلغ الاحكام الحاج السيد علي محمد الوزيري اليزدي دامت بركاته.